1_ العاطفة يدخلُ ما بعدها في حكم ماقبلها، نحو: يموتُ النّاسُ حتّى الأنبياء،

فالأنبياء داخلون في حكم الموت، وأمّا الجارّة فقد يدخلُ وقد لا يدخل، نحو:

سقى الحيا الأرضَ حتّى أمكن عزيت * لهم فلا زالَ عنها الخيرُ مجدودا

الحيا: المطر

أخرجَ  أمكنتهم من حكمِ السُّقيا

فالذي بعدَ العاطفة يكونُ الانتهاء به، والذي بعدَ الجارّة قد يكون الانتهاء به، وقد يكون الانتهاء عنده

2_ العاطفة: يكون ما بعدها غايةً لما قبلها في زيادةٍ أو نقصان.

وأمّا الجارّة ففيها تفصيل، وهو أنّ المجرور إن كان بعضُ ما قبله مصرّحٌ به، وكان منتهياً  به

فهوَ كالمعطوف في اعتبار الزيادة أو النقصان، وإن كانَ بعضاً لشيءٍ لم يصرّح بهِ، نحوَ:

( ليَسجنّنهُ حتّى حين ) سورة يوسف 35 ،أو كانَ منتهياً عنده، لم يُعتبر فيه ذلكَ.

3_ ما بعدَ الجّارّة قد يكون ملاقياً لآخر جزء، بخلاف العاطفة.

تنبيه: اجتمعت أنواعُ ( حتّى ) الثَّلاثة في قول الشّاعر:

ألقى الصّحيفة كي يخفف رحله * والزّادُ حتّى نعلهِ ألقاها

يروى بجرّ نعلهِ، على أنّ ( حتى) جارّة.

وبنصب نعلهِ ، على أنّ ( حتى ) عاطفة.

وبرفع نعله، على أنّ ( حتّى ) ابتدائية.