كانَ للشّعرِ دورٌ كبيرٌ يشبهُ دورَ الإعلام في أيامنا هذه، فلطالما رفعَ الشّعرُ من قدرِ قبيلةٍ وحطّ من قَدرِ أُخرى،  وقد يحدثُ ذلكَ ظلماً في بعض الأحيان لمجرّد خلاف شخصي بينَ الشّاعر

و تلك القبيلة فينتشر هذا الشعر ويأخذ الناس به:

أمثلة:

_ كانَ جرير يقولُ لقبيلة نُمير:

فغضَّ الطَّرفَ إنّكَ من نميرٍ                   فلا كعباً  بلغتَ ولا كلابا

قالَ الجاحظ:

(أطفأ جريرٌ بهذا البيت جمرةًمن جمرات العرب ……..)

كسرَ شوكةَ القبيلةِ وأذلّها حتى أصبحَ الرَّجل من نُميرٍ إذا سألَهُ أحدٌ ممن الرجل؟

طأطأ رأسهُ وقالَ: من نمير …..

وبالمقابل يمكن للشّعر أن يَرفع قبيلةً من قبائل العرب:

فقد نزلَ الحطيئة يوماً عندَ قبيلة تُدعى ( أنف الناقة )

فأكرمتهُ فقالَ الحطيئة فيهم:

سيري أُمامة فإنّ الأكثرينَ حصىً           والأكرمينَ إذا ما ينسبونَ أبا

قومٌ همُ الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ           ومن يسوّي بأنفِ النَّاقة الذنبا

فصارَ  بعدَ هذهِ الأبيات يُسأل أحدُهُم ممن الرجل؟

فيجيبُ شامخاً: من أنفِ النَّاقة.

قضيّة الأنساب قضيّة بالغة التعقيد عند العرب.

كانَ الشّعر والكلام له تأثيرٌ كبيرٌ فيما مضى على شتى مجالات الحياة وخصوصاً موضوع الأنساب.