حب و تميز:

لم تكن كباقي الفتيات فهيَ تنظرُ إلى الأمورِ بشكل مختلف، عيناها العسليتان تتألقان عند التحدث، تمتلك براعة لا مثيلَ لها في جعل الآخرين يبتسمون، رغم أنَّ هُناكَ حزناً عميقاً يقبعُ في داخلها …
تتعرَّف على شخصيات جديدة من بين دفَّات الكُتب التي تقرؤهاُ لا تجعلُ صداقتها مع تلك الشخصيات تمرُّ مروراً عابراً فهيَ تفرحُ لفرَحِها وتحزنُ لحُزنها، ولطالما بكَت للمصيرِ الذي آلَت إليه تلكَ الشَّخصيّات….
لمْ تستهوِها الحضارةُ كثيراً فهي تستَخدم وسائلَ الاتصال للضرورة فقط، و لم تُحب العُطل يوماً لأنَّها تُحِبُّ الدّراسةَ وخصوصاً في فترات الامتحانات؛ حيثُ تجلسُ بهدوءٍ أمامَ كُتبها لساعات متأخّرةٍ منَ اللَّيل.
تتأمَّل شروقَ الشَّمسِ وغروبها بشغف، تهمّها تلكَ التفاصيل الكونيّة كثيراً….
يرقص قلبها فرَحاً أيَّام صدورِ نتائِج الامتحانات وتشعُر كما لو أنَّه يومُ الحصاد الذي يَلِي أيامَ الزَّرعِ المُضنية …….
ليسَ لديها أيّ أعداءٍ حسب اعتقادي، فهيَ تحبُّ كلَّ مَن تعرفهم ومعَ ذلك فإنَّها لا تُتعب نفسها في المُجاملات،  تميلُ إلى العُزلة و الاختلاء بكُتبها.
وهناكَ حكمة أعجبتها فجعلَت مِنها شعاراً في حياتِها و هي: (اقرَأ كلَّ يومٍ شيئاً لمْ يقرأهُ أحد، فكّر كلَّ يومٍ بشيءٍ لمْ يُفكّر فيه أحد، افعل كلّ يومٍ شيئاً لم يجرُؤ على فعله أحد ).
ذوقُها في الأغاني مختلفٌ عن كلّ مَن عرَفت.
جمالها طبيعي لم تشبه شائبة من مساحيق التَّجميل يوماً، لم تُقلّد أحداً بل اكتفت بما لديها من تفرُّد فبدَت جميلةً بهيَّة، تلكَ هيَ صديقتي.

د. ملاك مادي