انفصال ( خاطرة ) :

إعجابٌ حبٌّ ورجاءْ،
قبولٌ فرحةٌ وانقضاء

مسؤوليةٌ أثقلتْ الكواهِل
نيرانُ غَيرةٍ أُضرمتْ،
وأبَت الانطفاءْ
نداءُ (أمّي ) مهمل لا يلقى أيَّ إصغاءْ
أمّي … أمّي …. أمّي

أمُّك تصرخُ يا صغيرْ
تُعاتبُ، تجادلُ، وتثرثرْ
تطالِبُ بِحقوقِها
كفَّ بحقّ الله عنِ النّداء !
فليسَ وقتُ طلباتِكَ ولاتساؤُلاتِك !
أمُّك الآنَ تُحارِبْ
لأجلِ أنوثتِها المُهانة!
وبردّ اعتبارِها تُطالِبْ.

سقوطٌ وبكاءٌ مفاجِئْ
أُختي تعثرَت على الدرَجْ
شجَّ رأُسها
ركضٌ إسعافٌ وعِلاجْ
هدوءٌ مؤقَّت ْ
ثمَّ
نيرانٌ …..نيرانٌ
اِنفصالْ
بُكاءُ أطفالْ
ظَلاماتُ لَيالْ

سكَنتْ أمّي في بيتٍ آخرْ
معَ رجلٍ آخرْ
تزوَّجَ أبي مِن غريبة
لَم تحبّنا ولمْ نُحبّها
صراخٌ ….صراخٌ
مسؤوليَّاتٌ تُثقلُ الكَواهِلْ
وأنا في الصفّ أجلسْ
لا أسمعُ إلاَّ الصُّراخْ
أرسم ُ أمّي تمسكُ بيدِها أُختي
وبجانبِها أبي يُمسك يَدي
أرسمُ بيتَنا الدَّافِئ
ثمَّ باللَّونِ الأحمرْ
أشطبُ ما رسمتُ
تتبلَّلُ الأوراقْ
بقهرٍ أُمسِكُها
أكوّرُها
أرميها في سلةِ المهملات
وأُكملُ الحَياةْ
حاملاً خَيبةً، وحُرقةً
وقلباً مَكسوراً
ودفترْ
أسقطُ – أتعثَّر
لا يدَ تنتشلُني
أشتاقُ إلى لمساتِ أمّي
إلى رائحتِها
رائحةِ العودِ والعنبرْ
بعدَ غيابِ سكّرِها
لم ْيعدْ في الكونِ سُكَّر
أودّع الإنسانَ بِداخلي
أتغيَّر
أتبعثر
وعبثاً أُلملِمُ ذاتِي
وكلَّما نَظَرتُ في المرآةِ
أَجِدُنِي
بقايا إنسانٍ لا أكثرْ ……….

عائشة أحمد البراقي

جميع الحقوق محفوظة لموقع علمني