ألوان

ألوان خاطرة

تضفي الألوان النَّكهات على محطَّات الحياة، كما لو أنَّها صفات؛ فالأبيض مساحاتٍ واسعةٍ تهبطُ معانقة” كلَّ الأشياء دونَ استثناء.
نجدهُ في كلّ جميل ………. في المآقي، ويسربل فستان الزفاف …
يزيّن الأشجارَ في عرسها، وفي الشّتاء يهبط من العُلا بسخاءٍ…. إنَّه لونُ النَّقاء.

أمَّا الأسودُ النَّقيض: إنَّه لونٌ مهيب يرافقُ الاشتعال، كما يحضر عند الإنضاج والدّفء، إنّه كائنٌ غريب لا يمكنكَ كرهه أو حبّه، كما لا يمكنكَ عنه الاستغناء .

– الأحمرْ لونٌ حميم حارٌّ يسري في داخلنا يجري بلهفةٍ دونَ انقطاع، يعلو خدود الحسناوات، يسكنُ خلايا الورود والذرَّات فيملأ حضوره وداً ……….
غيابه يعني غيابَ الحياة! وانتهاء الحبّ، وحلولَ الموتِ وفتور الشُّعور.

– وللأصفرِ حكايةٌ مغايرةٌ معَ الوجود، يقرع أجراسَ النّهايات بعدَ عهدٍ يانعٍ من حياة، يعلو الأشجار قُبيلَ الاحتضار، ويسبغ وجوه المرضى بلونٍ يُؤذِنُ بالهلاك
وعندما تتَّسع حدوده وينتشر سلطانه على المكان نسمعُ قهقهاتِ المَوت ورجعِ صداها وحينها لانمتلك سوى الصَّمت رداً بعد صراخ يتبعُ الفراق.

ألوانٌ هيَ الحياة، ليسَ من طبعها الثَّبات، تتبدَّل وتتغيَّر….. تعصِف بنا، تبهجُنا، تؤذينا إلى أنْ نعتادَ مِزاجيةَ الألوان، ويُصبح لأثِرها في النُّفوس تقُّبلاً واستحسان.

عائشة أحمد البراقي