البدل

تعريف البدل:

البدل: هو التَّابع المقصود بالحكم بلا واسطة ( والمقصود بالواسطة حرف العطف )

مثل: عدلَ الخليفةُعمرَ إذا قلنا عدلَ الخليفةَ كان هذا الكّلام تامًا ولكنَّ السَّامع يشعر بنقص فيه ويتساءَل من الخليفة؟أهو أبو بكر أم عمر؟ أم علي؟ أم عثمان؟

فإذا قلنا عدلَ الخليفةُ عمر زالَ النَّقص منَ الجملة لأنَّ عمر هوَ المقصود بالحكم بلا واسطة.

ملاحظات:

1- يُعرب المبدل منه حسب موقعه منَ الجّملة.

2_ يأخذُ البدل حكم المبدل منه الإعرابي رفعًا ونصبًا وجرًا .

3- إذا تقدَّم البدل على المُبدل منه أُعرب المبدل منه المؤخَّر نعتًا وأُعرب البدل المقدَّم حسب موقعه في الجملة.

أقسام البدل: للبدل قسمان وهما: البدل ____ المبدل منه وذلكَ كمايلي:

أمثلة لتوضيح أقسام البدل:

– رأيتُ المعلّمَ خليلاً.

– كان أميرُ المؤمنينَ عمرُ بن الخطاب عادلا .

– أصغيتُ إلى الخطيبِ عليٍّ .

إذا تأملت الكلمات التي تحتها خط : ( خليلا ، عمر ، علي ) . تجد كل واحدة منها مسبوقة باسم آخر ، هو : ( العلّم ، أمير المؤمنين ، الخطيب ) وهذه الأسماء المسبوقة ليست مقصودة لذاتها في الكلام، وإنَّما ذُكرت تمهيدًا للأسماء التي تحتها خط .

– ولكن ما فائدة هذا التكرار ؟

– فائدته تقوية الكلام وتقريره وإيضاحه . فكأنما الفعل نُسب مرّتين ، مرة ( لأمير المؤمنين ) ومرة ( لعمر ) وهكذا في بقية الأمثلة الأخرى ، فسميت الكلمات التي تحتها خط : بدلا ، والاسم الذي ذكر قبلها تمهيدا لها : مبدلا منه .

أمثلة على البدل:

– انتصرَ القائدُ خالدٌ .

– أعجبني الفتى تهذيبهُ.

– سمعتُ الشّاعرَ إنشادَهُ .

– فتح القائدُ صلاحُ الدّين بيتَ المقدس .

– قرأتُ سيرةَ البطلِ خالد.

أنواع البدل

أنواع البدل أربعة ، وهي :

1 – بدل كل من كل أو (البدل المطابق) : وهو البدل المطابق للمبدل منه والمساوي له في المعنى، مثل :

– مررتُ بأخيكَ زيد.

2 – بدل بعض من كل: وهو الذي يكون فيه البدل جزءًا من المبدل منه، مثل:

– أكلتُ الرَّغيفَ نصفَهُ .

3 – بدل اشتمال:  وهو الذي يكون فيه البدل دالاً على صفة من صفات المبدل منه ، مثل :

– نفعني الشّيخُ نصحهُ.

4 – البدل المباين ، وهو ثلاثة أقسام :

* بدل الإضراب : وهو الذي يصرف فيه النظر عن المبدل منه بعد أن يتبين شيء آخر، مثل :

– صليتُ في المسجد المغربَ العشاءَ .

قصد المتكلم في هذه الجملة أن يقول: صليتُ في المسجد المغربَ ، ولكنه بعد أن قال ذلك ظهر له أنه صلى العشاء ، فصرف نظره عن المغرب ، وأبدل منه كلمة العشاء .

* بدل الغلط : وهو الذي يَقصد فيه المتكلم أمرًا من الأمور ، فيسبق لسانه إلى أمر آخر ، ثم يتبين له غلطه ، فيعدل عنه إلى الصواب ، مثل :

– سلّمتُ على أبيكَ أخيكَ .

وهذا النّوع يحدث كثيرا في أحاديثنا اليومية .

* بدل النسيان : وهو الذي يقصد فيه المتكلم أمرًا من الأمور، ثمّ يذكر غيره نتيجة سهو أو نسيان ، ثم يتبين له وجه الصواب بعد ذلك ، فيذكره ، كالمثال السابق :

– سلمتُ على أبيك أخيك

والفرق بينَ بدل النسيان وبدل الغلط أنَّ بدل الغلط منشؤه اللسان أمَّا بدل النّسيان فمنشؤهُ العقل.

أحكام البدل

1 – يُشترط في بدل ( البعض من الكل – وبدل الاشتمال ) أن يكونا مشتملين على ضمير يربطهما بالمبدل منه سواء كان الضّمير مذكورًا ، مثل :

– أكلتُ الرَّغيفَ نصفَهُ .

أو مستترًا ، مثل قوله تعالى : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } ( آل عمران 97 )

أي: من استطاع منهم .

2 – يجب في البدل أن يكون مطابقًا للمبدل منه في العدد ( الإفراد – التثنية – الجمع ) ، والنوع ( التذكير – التأنيث )،

مثل :

– جاء الفاتحُ صلاح الدين.

____ ولا تشترط المطابقة في التعريف والتنكير .

3 – البدل إما أن يكون:

بدل اسم من اسم ، مثل :

– استقبلتُ زيدا أخاكَ .

أو بدل فعل من فعل ، مثل :

– المعلّمُ أخبرنا قال .

فـ ( قال ) فعل وهو بدل كل من كل ( من الفعل أخبَرنا ) .

أو بدل جملة من جملة ، مثل:

قال تعالى : { أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ . أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} الشّعراء 132 – 133 .

إعراب البدل:

– الخليفةُ عمرُ أعدل الحكَّامِ .

__الخليفة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره .

___عمر: بدل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره .

___أعدل: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضَّمة الظّاهرة على آخره ، وهو مضاف .

___الحكَّامِ : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّهِ الكّسرة الظّاهرة على آخره .

– مررتُ بأخيكَ زيد.

___مررتُ: فعل ماض مبني على السّكون، والتَّاء ضمير متصل مبني على الضّم في محل رفع فاعل.

بأخيك : الباء: حرف جر، أخيكَ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الياء لأنّه منَ الأسماء الخمسة و هو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة .

___ زيد: بدل من أخيكَ.

سؤال : ما نوع البدل في هذه الجملة ؟

جواب : بدل كل من كل ( بدل من أخيك ) .

– أكلتُ الرغيفَ نصفهُ .

__ أكلتُ: فعل ماض مبني على السّكون، والتاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل رفع فاعل.

الرَّغيفَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

نصفهُ: بدل بعض من كل ( المبدل منه الرغيف ) منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل جر بالإضافة.

– رأيتُ هذا الرجلَ وقورًا.

___ رأيت: فعل ماض مبني على السُّكون، والتَّاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل رفع فاعل.

___هذا: الهاء للتنبيه، ذا: اسم إشارة مبني على السّكون في محل نصب مفعول به.

____الرَّجل: بدل منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .

____ وقوراً: صفة الرّجل منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظَّاهرة على آخره.

الفرق بينَ البدل وعطف البيان:

عطف البيان اسم يشبه النّعت في توضيح متبوعه.

– البدل دائمًا هو المّقصود بالحكم ، أما تابعه ( المبدل منه ) فهو ممهّد له فقط .

– أمَّا عطف البيان في الغالب فيكون أوضح من الاسم المتبوع قبله .

مثال: مررتُ بالشَّاعر نزار .

فسيكون ( نزار ) عطف بيان لأنّه أوضح من أن نقول : مررت بالشَّاعر.

– أخوكَ نجحت سعاد ابنته.

لا يمكنُ أن نقول:  أخوكَ نجحت سُعادُ ولا نكمل الكلام؛ لذا لا بد من التَّابع ( عطف بيان ) وهو ( ابنته ) .

أما إذا قلنا: جاءَ الطبيبُ حسامٌ.

فستبقى الجملة سليمة إذا أسقطت البدل ( حُسام ) أو المبدل منه ( الطّبيب ) .

______________________________________________________________________________

ملاحظة: رأى بعض علماء النّحو بأنَّهُ يمكن أن نستغني عن عطف البيان، وبأنَّ البدل كافي وأشمل منه.

ولكن لابدَّ من إيضاح الفرق بينَ البدل وعطف البيان.

______________________________________________________________________________