تحديد مواعيد لممارسة الجنس بين الزوجين

يُمكن أن تخضعَ أشياء كثيرة لنظام و مواعيد محدّدة فيتحسَّن حالها إلاّ المعاشرة الجنسيَّة؛ فإذا ارتبطت ممارسة الجنس بمواعيد محدّدة أصبحت عملاً روتينيّاً وفقدت كثيراً من بهجتها.

فينبغي أولاً وأخيراً أن تُصبحَ ممارسة الجنس قائمة على رغبة الطرفين واستعدادهما النَّفسي لذلك.

ويُفضَّل ألاّ يكونَ الجماع على الجوع، ولا على امتلاء البطن، ولا عقبَ حدوث القيء أو الإسهال.

كثرة الجِماع:

لا شكَّ أنَّ الجماع لهُ فوائد كثيرة؛ فهوَ يشرحُ النّفس، ويزيدُ في النَّشاط، ويُزيلُ الغضب.

ومنَ الصَّعب تحديدُ عدد لمرّات الجماع في الأسبوع، بحيث يكون مناسباً لكلّ الأزواج، فذلكَ يعتمدُ على الرَّغبة الجنسيّة، وأيضاً على قُدرة الزّوج البدنيَّة؛ فكثرة الجماع قد لا تضر الزوج صاحب البدن القوي، لكنَّها تُصبحُ ضارّةً لمن كانَ غيرَ ذلك، فقد تُعرّض بدنهُ للضَعف، وتقلّ مقاومتهُ للأمراض.

رأي الطّب منذُ القدم في موضوع الجماع:

قالَ جالينوس في بعض كتبه: المنيّ أحد الفضلات التي لابدَّ من إخراجها فإنّهُ إن أقامَ في البدن حدثت منهُ مَضارّ وأمراض رديئة، فلذلكَ يُستحب أن يُنقصَ منهُ باعتدال.

وقال: وأحوجُ النَّاسِ إلى إخراجهِ من يعتريهِ عندَ تركِ الجّماع ثِقلٌ في الرّأس، وظُلمةٌ في العينين وكآبة وبلادة وإفراط في النوم، فالإحتلام والجِماع يُزيل عن هؤلاءِ ذلكَ كله.

ويضيف: و أشدُّ النّاس استغناءً عن الجِماع مَن تُصيبهُ بعقبهِ الرَّعدة والَكسَل وسقوط شهوة الطَّعام.

متى يجب أن يتوقّف الزوجان عن الجِماع؟

_ عقب فض غشاء البَكارة:

يفضّلُ في الأيام التالية لفضّ غشاء البكارة أ ن يتوقَّف الزوجان عنِ الجماع مؤقتاً حتى تهدأ آلام الزَّوجة فحدوث الاتّصال الجنسي قد يسبّب استمرار الألم، وربما يُعرّضُ الزوجة للإصابة بالالتهابات.

خلال هذهِ الفترة يُفضَّلُ أن تقوم الزَّوجة بعمَل غسول مهبل مرّتين يوميّاً باستخدام ماء فاتر مضاف إليه أحد المطهّرات المخصصة للغسول النّسائي.

__ في فترة نزول الحيض:

فقد ثبتَ أنَّ حدوث الاتّصال الجنسي خلال هذهِ الفترة يُزيدُ من احتمال إصابة الزّوجة بسرطان عنق الرَّحم، كما أنّهُ يُعرّض الزّوج للإصابة الميكروبية.

وكذلكَ يجب أن يتوقف الجّماع في حالة وجود أيّ نزيف مهبلي من أجل سلامة الزّوجين.

__ في حالة وجود إفرازات مهبليّة:

عادةً تُشير هذهِ الإفرازات إلى إصابة الزّوجة بمرض معيّن، وحدوث الاتّصال الجنسي في هذهِ الحالة قد يعيق شفاء الزَّوجة ويعرّضها للمضاعفات …. من ناحية أُخرى، قد يتعرَّض الزَّوج للعدوى منَ الزّوجة.

وأحياناً يكون الزّوج نفسهُ هوَ مصدر عدوى الزّوجة، حتّى لو لم تظهر عليه أعراض، فمثلاً يتعرَّض الزّوج المُصاب بمرض السكري للإصابة بفطر المونيليا ( كانديدا ) وقد لا يشكو من شيء، لكنّهُ يمكن أن ينقُل العدوى إلى الزَّوجة.

في هذهِ الحالة يظهر إفراز مهبلي يُشبه اللبن الرَّائب، لهُ رائحة الخميرة، ويتأخَّر شفاء الزَّوجة دونَ أن تدري أنَّ سبب ذلكَ هوَ استمرار حدوث العدوى.

__ حينَ يُصبح الزّوج مصدراً للعدوى:

قد يُصبح الزَّوج مصدر عدوى للزّوجة إذا أُصيبَ بالتهاب صديدي بمجرى البول، أو البروستاتا، أو في حالة الإصابة بمرض تناسلي……….

في هذهِ الأحوال تظهر أعراض الإصابة على الزّوج بوضوح، فربما يُعاني من حرقان شديد أثناء التبوُّل أو ظُهور إفرازات بملابسهِ الداخليَّة…..

__ أثناء الحمل:

منَ المتَّفق عليهِ حاليّاً أنّهُ لا ضرر من حدوث اتّصال جنسي أثناء فترة الحمل، لكنَّ بعض الأطبّاء لا يزال ينصح بوقف الجِماع في الفترة الأولى منَ الحمل في حدود ثلاثة أشهر، خاصةً إذا سبقَ للزوجة حدوث إجهاض، وكذلكَ في الشَّهر الأخير منَ الحمل لاحتمال إدخال ميكروبات إلى مهبل الزوجة.

وبصفةٍ عامّة يجبُ أن يتوقَّف الجِماع أثناء الحمل عندَ تعرُّض الزوجة لبعض المتاعب مثل حدوث نزيف أو ألم مهبلي أو تسرُّب للمياه خارج المهبل.

__ حينَ يمثّل الإجهاد الزَّائد خطراً على الصّحة:

تحتاج ممارسة الجنس إلى مجهود جسماني ويُصاحبُها انفعال نفسي وهوَ ما قد يُشكّلُ خطراً على أيٍّ منَ الزوجين إذا كانَ محظوراً عليهِ التعرُّض لمجهود زائد كما في حالة إصابتهِ بقصور في الشريان التاجي أو بهبوط في القلب أو باحتقان في الرّئة …..

في مثلِ هذهِ الحالات يجبُ أن يكون الجماع بحساب وأن يتَّبع الزوجان نصيحة الطَّبيب المُعالج.