المصدر المؤول:

تعريفه: هو تركيب لغوي يتكوَّن من حرف وفعل أو حرف عامل واسمه وخبره يمكن تأويلهُ بمصدرٍ صريح.

الفرق بينَ المصدر الصريح والمصدر المؤول:

المصدر الصريح: يُؤخذُ من لفظِ الفعل ويُذكرُ في الكلام بلفظهِ مثل: شربَ شُرباً و أكرمَ إكراماً.

أمّا المصدر المؤوَّل فلا يكونُ لفظاً مُفرداً.

تركيب المصدر المؤوَّل:

1_ أن والفعل المضارع: مثل: أن يساعد، أن يردس، أن يقول .

نحو : ينبغي أن تقول الحق والتّقدير: قول الحق . ونحو يجبُ أن تفعلَ الخير، والتَّقدير : فعلُ الخير.

2_ ما والفعل: نحوَ ما فعلتُ، ما قلتُ، ما أرسلتُ.

مثال: أعجبني ما يقولُ الصديق، والتّقدير: قولُ الصَّديق.

ونحو: فاجأني ما أرسلَ أخي، والتّقدير: فاجأني إرسالُ أخي.

ومنهُ قولهُ تعالى: ( وأحسِن كما أحسنَ الله إليك ) القصص _ 77 _

والتّقدير: كإحسانِ الله .

3_ أنَّ ومعموليها: نحوَ : علمتُ أنَّكَ مُسافرٌ غداً، والتقدير: سفركَ .

ونحو أن تسمعَ بالمعيدي خيرٌ من أن تراه، والتَّقدير: سماعكَ .

4_ لو والفعل المضارع: كقولهِ تعالى: (( ودُّوا لو تُدهنُ فيدهنون )) [ القلم : 9 ] والتًَّقدير: إدهانكَ .

ونحو: يودُّ الطَّالبُ لو ينجح، والتَّقدير: النَّجاح .

5_ همزة التَّسوية والفعل: كقولهِ تعالى: (( سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تُنذِرهم )) [ البقرة: 6 ] والتَّقدير: إنذاركَ.

وكذلك قولنا : سواءٌ عليهم أأرشدتهم أو لم تُرشدهم فهم لا يسمعون.

فائدة: إذا كانَ خبر( أنَّ ) فِعلاً أو مُشتقاً أُوِّلَ المصدر الصَّريح منَ الخَبر مُضافاً إلى الاسم مثل:

يكفي أنَّ أحمداً مجتهد، التقدير اجتهاد أحمد .

ونحوَ: سرَّني أنَّ أخاكَ تفوَّقَ في المدرسةِ، التَّقدير: تفوُّق أخيكَ .

أمَّا إذا كانَ الخبرُ اسماً جامداً أُوِّلَ المصدر منَ الكونِ مُضافاً إلى الاسم، وجاءَ خبرُ أنَّ خبراً للكون _ مصدر كانَ _

مثل: أيقنتُ أنَّ الأرضَ كرويَّة ، التَّقدير: كون الأرض كرويَّة .

المصدر المؤول:

موقع المصدر المؤوَّل منَ الإعراب:

يأخذ المصدر المؤوَّل إعراب المصدر الصَّريح الذي يحلُّ محلَّه، فيقعُ في المواقع الإعرابيَّة الآتية:

1- في محل رفع مبتدأ: نحو: ومنهُ قولهُ تعالى : (( وأنْ تصوموا خيرٌ لكم )) [ البقرة: 184 ] التَّقدير: صيامكم خيرٌ لكم.

وقولهُ تعالى: (( وأنْ يستعففنَ خيرٌ لهنَّ )) [ النُّور: 60 ] استعفافهنَّ خيرٌ لهُنَّ .

ملاحظة: غالباً إذا وقعَ المصدر المؤوَّل في البداية يكون إعرابهُ في محل رفع مُبتدأ.

2_ في محل رفع خبر: نحوَ: اعتقادي أنَّ التّجارةَ رابحةٌ، التَّقدير: اعتقادي ربحُ التّجارة، ونحو قولهِ تعالى: (( قالتْ ما جزاءُ مَن أرادَ بأهلكَ سوءاً إلّا أنْ يُسجنَ )) [ يوسف: 25 ] التَّقدير: السّجن، خبر المبتدأ جزاء.

3_ في محل رفع اسم كانَ وأخواتها: ما كانَ لكَ أن تُهملَ الواجب، التَّقدير: ما كانَ لكَ إهمالُ.

وقولهِ تعالى: (( ليسَ البرُّ أن تولُّوا وجوهكم قِبَلَ المشرقِ والمغرِب )) [ البقرة: 177 ] التَّقدير: تولية.

4_ في محل رفع فاعل: يكفي أنَّكَ مهذَّب، التَّقدير: يكفي تهذيبكَ.

5_ في محل رفع نائب فاعل: كقولهِ تعالى: (( يُخيَّلُ إليهِ مِن سِحرهم أنَّها تسعى )) [ طه: 66 ] التَّقدير يُخيَّلُ سعيُها .

ونحو: يُرجى مِنكَ أن تُقدِّرَ دقَّةَ المرحلة التي تجتازها، والتَّقدير: تقدير .

6_ في محل نصب مفعول بهِ: نحو: آملُ أن تحضرَ مُبكِّراً، التَّقدير: آملُ حضورَكَ.

7_ في محل جر بحرفِ الجر أو في محل جر بالإضافة: نحو: أخافُ عليكَ مِن أن تُهملَ دروسكَ، التَّقدير: مِن إهمالِكَ .

ومِثالُ جرِّهِ بالإضافة: خرجتُ قبلَ أن تحضُرَ، التَّقدير: قبلَ حضورِكَ .

المصدر المؤول:

فوائد مهمَّة في إعراب المصدر المؤوَّل:

1_ المصدر المؤوَّل في سياق التَّعجُّب: دائما يُعرَبُ في محل نصب مفعول بهِ، مثل: ما أجملَ أن يسودَ النّظام.

2_ المصدر المؤوَّل دائماً بعدَ ودُّوا أو ودَّ يُعرب في محل نصب مفعول بهِ، مثل: يودُّ الطَّالِبُ لو ينجح .

3- المصدر المؤوَّل دائماً إذا جاءَ في البداية يُعرب في محل رفع مُبتدأ، كقولِهِ تعالى: (( وأن تصوموا خيرٌ لكم )) [ البقرة: 184 ] .

4_ المصدر المؤوَّل إذا جاء بعدَ ياء المتكلّم يُعربُ غالباً في محل رفع فاعل، مثل: سرَّني لو تفهم الدَّرس، وقولنا سرَّني لو تعرفُ ما أعرف.

5_ المصدر المؤوَّل بعدَ الفعل المبني للمجهول دائماً يُعربُ في محل رفع نائب فاعل، مثل: لوحظَ أنَّ الفقر يزداد في البلاد.

6_ المصدر المؤوَّل بعدَ هيهات دائماً في محل رفع فاعل، نحو: هيهات لو يصدق ظنّكَ .

7_ المصدر المؤوَّل من كي والفِعل دائماً تُعربُ في محل جر بحرفِ الجَّر، مثل: بسَّطتُ مُفرداتِ الدَّرس لكي تفهموا .

8_ المصدر المؤوَّل من همزة التسوية والفعل دائماً تُعربُ في محل رفع مبتدأ مؤخَّر، كقولهِ تعالى: (( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تُنذِرهم لا يُؤمنون )) [ البقرة: 6 ] .