أجاثا كريستي:

___ من هيَ أجاثا كريستي.

___ نشأتها.

___ عدد زيجاتها.

___ كيف دخلت عالم الكتابة.

وُلدت أجاثا كريستي في ( توركاي، ديفون ) عام 1890م، من أب أمريكي وأم إنجليزيّة، وعاشت في بلدة ( توركاي ) معظمَ طفولتها، ووصفت كريستي طفولتها بأنّها ( كانت طفولةً سعيدةً جدّاً )، وكانت محاطةً بمجموعة منَ النّساء منحنها الشّخصيّة القويّة والمستقلّة منذ بداية حياتها.

في عامها الاثنان والعشرين وقعت أجاثا في حبّ طيّارٍ شاب من أوّل نظرة، رغمَ أنّه كانَ ينتمي لعائلةٍ أفقرَ منها إلّا أنّها أصرّت على الزّواج منهُ، وأنجبا طفلةً جميلة أسمياها روزاليند وكان ذلك في عام 1919م، كانت أجاثا تظنُّ أنّهَ حُب حياتها، وأنّهما سيعيشان بسعادةٍ للأبد، ولكن بعدَ سبعة عشر عاماً منَ الزّواج حدثت الحادثة التي لم تكن تتوقعها، فلقد أخبرها زوجها بأنّه لم يعد يحبّها وبأنّهُ وقع في غرام امرأة أخرى وهي سكرتيرته الخاصّة، ولذلكَ فهوَ يرغبُ بالانفصال عنها قريبًا، شعرت أجاثا بالصدمة واندلعت مشاجرة عنيفة بينَ الزّوجين، ثمّ غادر الزّوج إلى منزل حبيبته الجديدة بعدَ أن أخبرها بأنّه سيُطلّقها قريبًا، وتركها وحيدةً وحزينةً في المنزل.

ذهبَ الزّوج لقضاء إجازة معَ حبيبتهِ دونَ أن يكترث لمشاعر زوجته، وظنَّ بأنَّ هذه هي نهاية قصتهما، ولكن ما فعلتهُ بعدَ ذلكَ جعلَ العالمَ كلّه في حالة صدمة!!

الكاتبة الأمريكية أجاثا كريستي

عندما عادَ ليُطلّقها تفاجأ بأنّها ليست موجودة في المنزل، في البداية لم يقلق عليها وظنَّ أنَّها عند أحد أصدقائها أو أقاربها، ولكن عندما اتّصلَ بهم اكتشفَ أنَّها ليست هناك، وأدركَ أنَّها هربت منَ المنزل، استمرَّ غيابها لعدّة أيّام ممّا دفعَ زوجها للاتّصال بالشرطة والبحث عنها، بحثت الشّرطة لمدّة عشرة أيام لكنهم لم يجدوا سوى دليل واحد فقط، فقد وجدوا سيّارتها داخل أحد الغابات لكنّها كانت فارغة ولا يوجد بداخلها أحد!

والمُرعب في الأمر أنَّ جميع أغراض أجاثا كانت لا تزال في السّيارة، الأمر الذي جعلَ الشّرطة تعتقدُ أنّه حدثَ لها مكروه.

انتشرت الأخبار حول تلكَ الحادثة الغامضة في الجَرائد ونالت اهتمام الجّميع، حيثُ قامَ وزير الدّاخليّة بنفسهِ بإعطاء أوامر صارمة بالبحث عنها، كما وضعَ مكافأة 6000 آلاف جنيه استرليني لمن يجدها، الأمر الذي جعلَ أكثر من خمسة عشر ألف مواطن إنجليزي يتطوَّعون من أجل إيجادها، رغمَ ذلك عجزَ الجّميع عن العثور عليها مما أثارَ الشّكوك حولَ زوجها، حيثُ ظنَّ البعض أنّهُ تخلّصَ منها لكي يرِثَ ثروة عائلتها الضّخمة بمفردِه، لكن قبلَ توجيه الاتّهام إليه حدثت المفاجأة التي غيَّرت مجرى القضيّة، حيثُ قامَ صاحب أحد الفنادق بالإبلاغ عن امرأة يظنّ أنّها ( أجاثا ) المفقودة.

ذهبَ زوجها والشّرطة فوراً إلى ذلكَ الفندق كانت تلكَ المرأة هيَ أجاثا، حيث قامت بتسجيل نفسها في الفندق باسم حبيبة زوجها الجّديدة، وبعدَ إيجادها أخيراً قامت الشّرطة بإغلاق القضيّة دونَ إعطاء أية تفاصيل، حيثُ يظنّ البعض أنّها استخدمت ذكاءها لجعل الجّميع يشكّ بأنَّ زوجها مُجرم، أو ربّما تعرّضت لصدمةٍ نفسيّة قويّة جعلتها تقوم بالهرب بعيداً

عن كلّ شيء.

بعدَ تلكَ الحادثة الغريبة انفصلت أجاثا رسميّاً عن زوجها، وأخذت ابنتها الصّغيرة وسافرت إلى دولة العِراق في رحلة من أجل تهدئة أعصابها، وهناك تعرّفت على عالِم الآثار ( ماكس مالوان) وأصبحت بينهم علاقة غراميّة، تزوّجَ الاثنان بعدَ عامين، وكانَ ذلكَ في عام 1930م، ولكن هذه المرّة كانَ زواجاً سعيداً وناجحاً، فلقد شجّعها زوجها على التّفرّغ لكتابة قصص الجريمة ونشرِها في الأسواق، استمعت أجاثا لنصيحة زوجها وبالفعل حقّقت قصصها نجاحاً باهراً، حيثُ وصلَ عدد مبيعات القصص التي ألّفتها إلى ملياري عملية شراء، كما ترجمت الرّوايات التي كتبتها إلى أكثر من مائة لغة حول العالم، كما تمَّ تحويل تلكَ القصص البوليسيّة إلى أعمال فنيّة عظيمة مثل فيلم Murder On The Orient Express

ومسلسل And Then There Were None استمرّ زواج أجاثا من زوجها الثّاني لمدّة ستّةٍ وأربعينَ عاماً، حيثُ ظلَّ الاثنان معاً حتّى توفيّت الكاتبة العظيمة أجاثا كريستي في عام 1976م عن عمر ناهزَ 85 عام.

من أقوالها: (( أحياناً تكون الحياة حزينة وبائسة للغاية لكن كونكَ حيّاً هو شيءٌ عظيم )).

وأصبحت أجاثا كريستي واحدة من أكثر روائيي الجريمة وكتُاب المسرح نجاحاً في القرن العشرين، فطبيعتها الخجولة قادتها إلى عالم من الخيال وذلك بالفعل ساعدها كثيراً على استحضار شخصيات كثيرة، بما في ذلك رجال المباحث الشهيرة مثل هرقل بوارو والآنسة ماربل .

تاريخ اجاثا كريستي ملئ بالمفاجئات فهي لم تكتب فقط الروايات البوليسية التي وصل عددها إلى اثنان وثمانين رواية، بل كتبت أيضاً العديد من السير الذّاتية، كما أنّها كتبت ست روايات رومانسية تحت اسم مستعار فقد أطلقت علي نفسها اسم ” ماري ويستماكوت “، كتبت أجاثا كريستي أيضاً 19 مسرحيّة بما فيهم مسرحية “المصيدة ” التي عرفت في لندن علي أنّها أطول مسرحيّة في ذلك الوقت، وأطلقَ على أجاثا لقب ( ملكة الجريمة ).

ومن أشهر ما قالته أجاثا كريستي:

1- لا يستوعب المرء اللّحظات ذات الأهميّة الحقيقية في حياته إلّا عندما يكون الأوان قد فات.
2- الكلاب حكيمة، فهي تزحف إلى ركن هادئ وتلعق جراحها ولا تنضم إلى العالم مجددا إلا عندما تستعيد كامل عافيتها.
3- السّعداء فاشلون لأنهم على علاقة جيدة مع أنفسهم لدرجة تجعلهم لا يبالون.
4- لا أعتقد أن الحاجة أم الاختراع، فالاختراع في رأيي ينبع مباشرة من الفراغ وربّما من الكسل أيضاً، وغرضه أن يوفّر المرء على نفسه الجهد.
5- بإمكان أي امرأة أن تخدع رجلًا إذا أرادت وإذا كان يحبّها.
6- أفضل زوج يمكن للمرأة أن تتزوجه هو عالم آثار، فكلما زاد عمرها زاد اهتمامه بها.
7- إن تمسّك المرء بمبادئه بصرامة أكثر من اللّازم فلن يُقابل أحداً.
8- يحس المرء الآن بإحساس فظيع وهو أن الحرب ليس بإمكانها حسم شيء، وأنّ الانتصار في حرب مشؤوم مثله مثل خسارتها.
9- لا تفعل بنفسك ما يمكن أن يفعله لك الآخرون.
10- كل قاتل كان غالبا في يومٍ ما صديقاً قديماً لأحد.