هكذا قصيدة عمر أبو ريشة

(( في ليلةٍ واحدة أنفقَ أحد رعايا المحميّات البريطانيّة ستين ألف دولار على عشيقته….. ))

صاح يا عبدُ …….. فرفَّ الطيبُ

واستعرَ الكأسُ وضجَّ المضجعُ!

مُنتهى دنياهُ نهدٌ شرِسٌ

وفمٌ سمحٌ؛ وخصرٌ طيّعُ

بدويُّ، أورقَ الصّخرُ لهُ

وجرى بالسّلسبيلِ البلقعِ

فإذا النخوةُ والكّبرُ على

ترَفِ الأيَّامِ جُرحٌ موجِعُ

هانت الخيلُ على فرسانها

وانطوَت تلكَ السُّيوفُ القُطَّعُ

والخِيامُ الشمُّ مالَتْ، وهَوَتْ

وعَوَتْ فيها الرّياحُ الأربَعُ

*******************

قالَ …….. يا حَسناءُ ماشِئتِ اطلبي

فكِلانا بالغوالي مولَعُ

أُختُكِ الشَّقراءُ، مدَّتْ كفَّها

فاكتسي من كلِّ نجمٍ إصبع !

فانتقي أكرَمَ ما يهفو لهُ

معصَمٌ غضٌّ وجيدٌ أتلَعُ ! ….
وتلاشى الطيبُ مِن مخدعِهِ

وتولاّهُ السُّباتُ الممتعُ

والذَّليلُ العبدُ، دونَ البابِ،

لايُغمِضُ الطَّرفَ ولا يضطجعُ !

والبُطولاتُ على غُربتها ،

في مَغانينا، جِياعٌ خُشَّعُ

هكَذا ……. تُقتَحَمُ القُدسُ على

غاصبيها …….. وهكَذا تُستَرجَعُ !!

عمر أبو ريشة

1954م

__________________________________________________-

شرح المُفردات:

__ البلقَعُ: مُقفر خالٍ مِن كُلّ شيء، مكانَ بلقَع: مُقفر.

__ الخِيام الشمُّ: الخيام المرتفعة.

___ يهفو لهُ: خفقَ، اشتاقَ، مالَ إلى.

___ جيدٌ أتلع: ممشوق طويل، قدٌ ممشوق.