
_ ما معنى “نِحلة” في الآية الكريمة:✍️ Aisha alboraki
قوله تعالى:﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾_(سورة النساء: ٤)_ يحمل معنى دقيقًا ومهمًّا في التشريع الإسلامي، وبيانه كالتّالي:
١_المعنى اللغوي:
-“نِحْلَةً” مصدر من الفعل”نَحَلَ”، أي أَعطَى عن طيب نفسٍ وتبرعًا.
– تدل على الهبة والعطيّة الاختيارية التي تُقدَّم دون انتظار عِوَضٍ أو مقابل.
٢_ المعنى الاصطلاحي في الآية:
-الصِداق (المَهر) حق خالص للمرأة:
يأمر الله تعالى الرّجال بإعطاء النّساء صداقهن كعطية واجبة، لا كمعاوضة أو ثمنٍ للزواج.
– طابع التبرع والإلزام معًا:
رغم كونه واجبًا شرعيًّا، إلا أنَّ الآية تؤكّد على تسليمه بصفته هبةً طيّبة النفس، لا مُنَّةً أو انتقاصًا من حق المرأة.
٣_تفسير العلماء:
– ابن عباس: “فريضةً” (أي حقًّا مفروضًا).
– القرطبي: “عطيةً غير واجبة الثّواب” (أي دون شرط المقابلة).
– الطّبري: “مُتطوَّلًا به عليها، غير مُشْتَرطٍ عِوَضه”.
– السعدي: “أعطوهن إياه عن طيب نفسٍ، لا مُكْرَهين ولا بَخْسًا”.
٤_ المغزى التشريعي:
– تكريم المرأة: نزع صفة “البيع” عن الزّواج، وجعل المهر رمزًا للرعاية والاحترام.
– استقلالها المالي: تأكيد أنَّ الصَّداق ملكٌ خاص للمرأة، لا يحق لأحدٍ التَّصرف فيه دون رضاها.
– النهي عن أخذ المهر قسرًا: كما كان في الجاهلية حيث كان الأولياء يستولون على مهور النساء.
٥_ الفرق بين “نِحلة” و”فريضة”:
_ لو قال الله: “فريضةً” فقط، لَذُكِر الجانب الإلزامي دون التأكيد على
الروح التبرعية.
– الجمع بين الإلزام والتّهذيب الأخلاقي هو سرُّ البّلاغة القرآنية هنا.
الخلاصة:
“نِحلة” في الآية تجمع بين معنيين:
_الوجوب الشّرعي (إعطاء المهر).
_ الطّابع التبرعي(تقديمه كهديةٍ طيبة النفس)، مما يرفع مكانة المرأة ويحفظ كرامتها في الإسلام.