تتحدّث المسرحيّة عن الصّراع بين’ قطبي الشّر ممثّلا”بالإله ( سث) والخير ممثّلا” بالإله ( أوزيريس ) وقد وجدت الحكاية

في كتاب هيروغليفي قديم اسمه كتاب ( الموتى ) ولكنّ حكاية’ هذين الإلهين فيها الكثير من التشويه بسبب

وجود الكثير من’ التعاويذ والتراتيل الدينية التي تقطع بشكل من’ الأشكال مسيرة الحكاية الأصليّة فقد نقلها

مؤرّخ يوناني اسمه ( بلوتارك ) ، زار’ بلوتارك هذه المنطقة في القرن الرابع الميلادي تقريبا” ، وتجوّل في

مصر بؤرة الحضارة ، واطلع على حكاية أوزوريس وسث ، ونقلها بخوف لأنّ الكهنة كانوا يحلّفون’ من يريد الاطلاع

على هذه الأسرار بالأيمان المغلّظة بألاّ يفشوا سرّ هذين الإلهين ، إضافة” إلى الأسرار الكهنوتيّة.

القصّة الأسطوريّة للإلهين أوزوريس وسث :

هذان الإلهان هما العائلة الإلهيّة التي نتجت من تزاوج الأرض والسّماء ، فأنتجت أوّلا” ( سث ) ثمّ

أنتجت أخته (نيفيست ) وبعد ذلك أنجبت الأرض ( أوزوريس) وأخته ( إيزيس ) ، تزوّج’ سث من أخته

نيفست ، وكذلك تزوّج’ أوزوريس من أخته إيزيس ، كان’ أوزوريس إله الخير وإنبات الأرض والإنجاب والسّعادة

والفرح ، وكان إلها” جميل’ المنظر قويّ الحجّة ، بطلا” مقداما” ، وكان’ يحكم الوجه الشّمالي الأكثر خصوبة”

في مصر ، بينما كان’ سث يحكمُ الوجه الجنوبي الصّحراوي ، ورغم’ امتلاكه لصفات الآلهة الأسطوريّة ، إلاّ أنّه

كان’ يحسد أوزوريس ، لذلك’ بدأ’ يكيدُ لهُ ، فقام’ بتدبير مكيدة لأوزوريس ، حيثُ قام’ بدعوة, أوزوريس

وحوالي 72 آلهة على مأدبة ، ثمّ صنع’ صنع’ ناووسا” ( تابوت ) من’ الذّهب ، وفصّله على مقاس أوزوريس

وبدأ الاحتفال بشرب الخمر ، وعلى الرّغم من حذر أوزوريس إلأّ أنّ الخمرة تمكّنت منه ، وعندما أدرك سث ذلك’

قال’ : إنّ الآلهة التي سيكون الناووس على مقاسه سيناله كجائزة,, لهُ ، فجرّب’ بعض الآلهة المتآمرين مع’ سث

الدّخول ليغروا أوزوريس بفعل ذلك’ ، وعندما جاء’ دور أوزوريس ووضع نفسهُ في الناووس ، قاموا بإغلاق الناووس

عليه ورميه في نهر النيل ، فأخذهُ النيل باتّجاه البحر الأبيض المتوسّط ، وظلّت الأمواج تتقاذف بالناووس إلى أنت

وصل’ إلى مدينة ( بيبلوس ) مدينة جبيل في لبنان حاليا” ، وهناك’ رسا النّاووس على الشّاطئ ، ونشأت

بفضله, شجرة أرز عظيمة ، جميلة احتوت الناووس ، وبينما كانت زوجة ملك بيبلوس واسمها ( عشتروت )

تتجوّل في ذلك’ المكان رأت الشّجرة ، وأمرت ببناء قصر,, حول’ هذه الشّجرة ، ثمّ أنجبت عشتروت

ولدا” في ذلك’ القصر .

في هذه الأثناء بدأت إيزيس زوجة أوزوريس بالبحث عنه ، وكانت حاملا” ، وقد اهتدت إلى أنّ زوجها موجود في بيبلوس وذهبت إلى هناك واستطاعت الدّخول إلى القصر بعد’ أن ادّعت بأنّها مرضعة ، وبحثت عن زوجها

وفي لحظة خلوة,, حولت نفسها إلى طائر العنقاء ( طائر الفينيق ) وعندما حوّمت فوق’ القّصر لاحظت أنّ

هذه الشّجرة’ فيها شيءٌ غريب ، وأنّ زوجها أوزوريس موجود في داخلها ، وحتّى تصل إلى مبتغاها كان’

لا بدّ لها من كشف سرّها لعشتروت ، فأشعلت نارا” ورمت الطّفل في هذه النّار ، فجنّ جنون عشتروت

لكنّ إيزيس قالت لها : أتركيه فالنّار ستمنحه الخلود ، ولم يتأذّ الطفل من’ النّار ، فاستغربت عشتروت

وبعد’ ذلك’ كشفت إيزيس عن شخصيّتها ، وحدّثت عشتروت عن قصّتها ، فتعاطفت معها عشتروت

وسمحت لها بأخذ القسم الذي يحوي الناووس ، وعادت إيزيس مع’ زوجها أوزوريس إلى مصر ، وبعد’

عودته عاد’ سث وحاربه من جديد ، وقام’ بتقطيعه إلى إربع’ عشرة’ قطعة” وتوزيعها في أنحاء

مصر ، لكنّ إيزيس لم تيأس وعاودت البحث عن زوجها ، وأنجبت ابنها (حورس) وقد أصرّت على أنّها

حملتهُ من’ الروح القدس .

بدأ حورس يشبّ ، واستطاع’ أن يجمع’ حوله جيشا” كبيرا” ، وانتصر’ في الكثير من’ المعارك على عمّه,

سث لكنهُ فقد’ إحدى عينيه في معركة من’ المعارك ، وعلى الرّغم من ذلك’ فقد أصبح’ حورس الحامي

والحارس والمخلّص من طغيان عمّه, سث ، وفي كلّ معركة,, كان’ ينتصر فيها حورس كان’ يستعيدُ جزءا”

من جسد أوزوريس إلى أن استعاد’ جسد’ أوزوريس كاملا” ، حيثُ دفن’ في بلدة ( أبيدوس ) التي كانت

المركز الرّئيسي لعبادة, أوزوريس ، وعاد’ أوزوريس إلها” من جديد ولكن على مملكة الموتى ………