كانت ريم ولمى وأمل صديقاتٌ في المدرسةِ ،وفي أحدِالأيامِ دعت ريم صديقاتِها لحضورِ حفل عيد ميلادها العاشر ، وافقت كلٌّ من أمِّ أمل ولمى على إرسال بناتهن إلى حفلة عيد ميلاد صديقتهن ، وذهبت كل منهما

إلى السوق لشراءِ هديةٍ لريم ، اشترت أمل قميصاً جميلاً لريم وقامت بقياسه للتأكد من أن مقاسه يناسب ريم لأن جسميهما متشابه في المقاس تقريباً .

أما لمى فاستشارت أمََّها بما يمكن أن تحضره لصديقتها ، فقالت لها يا بنيََّتي إنََّ الملابسَ ليست بالهديةِ المناسبة ِ،حيثُ أنكنََّ في طورِ النموِّ وأجسامكن تتغير بسرعةٍ وتنمو ، والتحف قد تنكسر ، والعطر لابدََّ أنَّه سينفذ في النهاية وهذا النوع من الهدايا لايترك أثراً دائما لدى المهدى إليه ، وبرأيي أنََّ الكتاب هديةٌ جميلة ومفيدة ودائمة ،تابعت الأمّ كلامها برفقٍ وحنان لاأريد أن أفرضَ رأيي عليكِ يا ابنتي ، ففي النهاية الخيارُ لكِ ، أعجبت لمى بفكرة أمِّها وقالت لها بسرور : ( أمي لقد أعجبتني فكرة إهداء الكتاب خاصةً وأنَّ ريم مولعةٌ بالمطالعةِ وجمعِ المعارف كثيراً) . ابتسمت الأم وقالت للمى إذاً هيا بنا إلى المكتبة لنشتري كتاباً مناسباً ،

اختارت الأم كتابا معتدل الحجم فيه معلومات ثقافية عامة، وطلبت من صاحب المكتبةِ أن يغلِّفهُ ،و بعد أن قام بتغليفهِ ،ربطه بشريط السلفان الأحمر الأنيق، ووضعه في كيس ورقيٍ  مزخرفٍ بصورِالورودِ الناعمةِ ، وفي المساء انطلقت لمى مع أمها وأخذت الهدية معها ، وفي الحفل التقت مع أمل وبعض الصديقات الأخريات وكلُّ واحدةٍ منهن كانت قد أحضرت هديةً جميلةً لصديقتهم ريم .

بعد فترةٍ من الزمن تغير مكانُ عملِ أبي ريم  فسافر مع عائلتهِ إلى مدينةٍ أُخرى ، حزنت الفتيات الثلاث لأنهنَّ سوفَ يفترقنَ ، وبعد بضعِ سنواتٍ عادت ريم مع أهلها إلى المدينة ، فقررت الفتيات الثلاثة أن يجتمعن ، وتمَّ الاتفاق على أنَّ اللقاءَ سيكون في بيت ريم ، وصلت لمى وأمل إلى منزلِ ريم ، وبعدَ السلامِ والكلامِ والاطمئنانِ عنِ الأحوالِ، راحت الفتيات تراجعنَ الذكريات ،

فقالت ريم أتذكرنَ يا صديقاتي العزيزات حفلة عيدِ ميلادي ؟

فأجبنَها بالطبعِ نذكرها لقد تسلينا ورقصنا ومرحنا كثيراً ، قالت ريم مازلت أحتفظ ُ بهديتكِ يا لمى ، فالكتاب الذي أهديتِني إياهُ نالَ إعجابَ كلَّ من رآه ، وقد قرأَه كل أفرادِ أسرتي لما فيهِ من فوائدَ جمةً ، أشرقَ وجه لمى افتخاراً وسروراً لِما سمعته من ريم .

تساءلت أمل وأنا ياريم ما الذي حلَّ بالهدية التي أهديتكِ إياها ؟

ابتسمت ريم وقالت لأمل آهٍ يا أمل لو تعلمينَ كم أعجبني القميص الذي أهديتِني إياه ، لقد لبسته كثيراً ولكنََّهُ بعد فترةٍ صَغُرَ عليَّ فأعطيته لأختي الصغيرة يارا .

في هذه الأثناء تذكََّرَت لمى كلامَ أمِّها حين نصَحَتها بإهداء الكتاب ، وقالت في نفسها فعلاً الكتابُ هديةُ نافعةٌ و تبقى طويلاً…… الكتاب أجمل هديَّة .