1- تمام التصدير : بدليلين :

آ _ أنها لاتذكر بعد (أم ) التي للإضراب كما يذكرُ غيرها ، لاتقول أقامَ أحمدٌ أم أقعدَ، وتقولُ أم هل قعَدَ .

ب_ أنها إذا كانت في جملةٍ معطوفةٍ بالواو ، أو بالفاء ، أو بثمََّ ، قُدِّمت على العاطفِ تنبيهاً على أصالتها في التََّصدير ، نحوَ (أوَلم ينظروا في ملكوت السََّماواتِ والأرضِ ) سورة الأعراف /185

(أفلم يسيروا في الأرضِ فينظروا كيفَ كانَ عاقبةُ الذِّينَ مِن قبلهم ) سورة يوسف :109 ، ( أثمََّ إذا ما وقَعَ آمنتم بهِ ) سورة يونس : 51 ، وأخواتها تتأخر عن حروف العطف ، كما هو قياس جميع أجزاءِ الجملة المعطوفة ، نحوَ ( وكيفَ تكفرونَ) سورة آلِ عمران : 101

( فأينَ تذهبون ) سورة التكوير : 26

قال الشجريّ : ( ويدلُّكَ على قوَّةِ الهمزةِ في بابها أنََّ حرفَ العطف الذي مِن شأنهِ أن يقعَ قبلَ المعطوف، لا يتقدَّم عليها ، بل لها الرُّيبةُ الصَّدريةُ عليهِ ، كقولكَ : أفلَم أكرمكَ ؟ وكما جاء في الكتابِ العزيز  (أفكلَّما جاءكم رسولٌ ) سورة البقرة : 87

وجاء تقديم العاطف على (هل ) على القياس ، تقول : هل جاءَ أحمدٌ

2_ أنََّها تَرِدُ لطَلبِ التصورِ ، والتَّصوُّر : طلب تعيين المفرد ، كأن تقول : أعمرٌ نجحَ أم زيدٌ ؟ فأنتَ تعرِف أنَّ نجاحاً قَد حصَلَ ، ولكنَّكَ تطلبُ تعيين َ مَن أُسنِدَ إليه النجاح ، فيُقالُ لكَ أحمد أو عامر . ولطلب التصديق ، و التصديقُ : طلبُ إدراكِ النسبةِ بينَ المسند والمسند إليه ثبوتاً أو نفياً ، كنسبةِ الفعلِ إلى الفاعلِ في : أقرأت كتابَ جبران ؟

ونسبة الخبر إلى المبتدأ في : آلشباب عجيبٌ ؟ فالسائِلُ هنا يطلب إدراك نسبة القراءة إلى المخاطب ، فإن تحققت هذه النسبةُ أجيبُ ب نعم ، وإن لم تتحقق
أُجيبُ ب لا .

3 – جواز حذفها : وحذفها لا يخلُّ بفصاحةِ التركيب

على نحو : طربتُ وما شوقاً إلى البيض أطربُ            ولا لعِباً مني وذو الشيبِ يلعبُ

أرادَ أوَ ذو الشيب يلعبُ ؟ على وجه التقرير وأنَ ذلكَ لا ينبغي .

4- أنها تدخلُ على الإثبات : كقول ذي الرمَّة :

أستَحدَثَ الركبُ عن أشياعهم خبَراً         أم راجعَ القلبَ من أطرابهِ طربُ

وعلى النفيِّ ، كقولِهِ : ( ألم نشرح لكَ صدرك )

5- قد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي :

مثال : ألَستم خيرَ من ركبَ المطايا               وأندى العالمين بطونَ راحِ

أي أنتم خيرَ من ركبَ المطايا  ، وقيلَ إنه أمدح بيت قالتهُ العرب ، ولو كان على الاستفهام الحقيقي لم يكن مدحاً البتَّة .