ازرع جميلاً ولو في غيرِ موضِعِه            فلا يضيعُ جميلٌ أينما زرعا

إنَّ الجميلَ وإن طالَ الزمانُ به               فليسَ يحصده إلا الذي زرعا

هذه الأبيات تنطبق تماماً على ما جرى في أحداثِ القصةِ التالية:

في يومٍ من الأيام كان هناك فلاََّحٌ فقيرٌ يعمَلُ في حقلِهِ ، فسمعَ صوت استغاثةٍ من جهةِ المستنقعِ المجاور لحقلِه ، سارَعَ الفلاحُ إلى إنقاذِ الصبيِّ بلا أيِّ تردد ، كان الفلاح سعيداً جداً في ذاكَ اليوم ذلكَ أنه قامَ بعملِ الخير وأنقذ الطفلَ منَ الغرَق .

وبعد أيامٍ قليلةٍ توقفت عربةٌ فاخرةٌ أمامَ منزِلِ الفلاحِ المتواضع ونزلَ منها رجلٌ يبدو عليهِ علائم الترَف .

توجََّه الرجلُ الغنيُّ إلى الفلاحِ قائلاً لهُ أريدُ مكافأتكَ على معروفِكَ الذي قدمته لي فقد أنقذتَ حياةَ ابني ، وقدَّمَ له كيساً منَ النقودِ ، لكنَّ الفلاحَ رفض أن يأخذَ المال المقدََّمَ لهُ مقابل ما فعل ، فما كانَ من ذلكَ الغنيِّ إلا أن طَلَبَ منَ الفلاّحِ أن يقبَلَ مكافأة أخرى وهيَ فرصة تعليمية لابنِهِ .

وهذا ما فعله ذلكَ الغني بالفعل إذ أرسَلَ ابنَ المزارِعِ إلى أفضلِ المدارِسِ ليتخَرَّجَ مِن مشفى (سانت ماري الطبيََّة) ، ويصبِحَ طبيباً مشهوراً ، وعالِما أسدى للبشريةِ منافِع عظيمة باكتشافِهِ البنسلين ، وكان ذاكَ الطبيب العالِم هو ( ألِكسندر فيليمنغ )

والعجيبُ في الأمر أنََّ الطِّفلَ الذي كادَ يوماً ما أن يغرَقَ في المستنقَعِ وهوَ صغيرٌ (ابن الرجل الثري ) أصيبَ بمرَضِ ذاتِ الرئة ، والذي أنقَذَ حياتهُ مرَّةً أخرى كانَ : (البنسِلين )……..!!!

 

 

ألكسندر فيليمنغ مكتشف البنسيلين