ألفة الإدلبي:

ألفة عمر باشا الإدلبي هي كاتبة وأديبة سوريّة ولِدت في دمشق عام ١٩١٢ في حيّ الصالحيَّة، وتوفيت فيها عام ٢٠٠٧، وكانت البنت الوحيدة بين خمسة إخوة ذكور.
تزوَّجت ألفة من الطَّبيب (حمدي الإدلبي) – وهي في السابعة عشرة – دون أن تراه، ولكنَه استطاع أن يراها خلسة بمساعدة صديقة للطرفين، وأنجبت ثلاثة أولاد هم: ليلى وياسر وزياد، وكانت قد انقطعت عن متابعة تعليمها بسبب هذا الزواج المبكر.
تلقَّت علومها في مدرسَة تجهيز البنات، وفي عام 1927 نالت الشهادة الابتدائيَّة وانتقلت إلى دار المعلّمات، وكان من أساتذتها فيها( أبو السعود مراد) ، و(صادق النقشبندي) ، و(محي الدين السفرجلاني) ، وكانَ عدد التّلاميذ في صفّها قليلٌ لا يتجاوز ستّة عشر تلميذاً، أمّا التلميذات فلا يكاد عددهن يُذْكَر.
ظهر ميلها إلى الأدب وهي صغيرة، حتى أن أحد أساتذتها تنبؤوا لها بأنَّها ستصبحُ أديبةً مرموقةً يوماً ما، وهذا ما حدث فعلاً، وكانت هوايتها المفضلة المُطالعة المستمرة، لا تصرفها عنها مشاغل الحياة الكثيرة، مرضت عام 1932 وظلَّت طريحة الفراش سنةً كاملة، فانتهزت فرصة المرض لتقرأ وتشبع هوايتها وتنهل مِن ينابيع الأدب العربيّ والعالمي، كانت تقرأُ عشرَ ساعاتٍ متواصلة يوميّاً، تنتقل فيها بين الأدب القديم والحديث والمترجم، الأمر الذي جعلها تقرأ جميع مؤلَّفات محمود تيمور، وتوفيق الحكيم، وإبراهيم عبد القادر المازني، وطه حسين، وميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ومارون عبود، ومعروف الأرناؤوط وغيرهم.
حقّقت أعمالها شهرة عالمية فتُرجم العديد من قصصها وكتبها إلى أكثر من عشر لغات عالمية منها: الإيطالية والإسبانية والألمانية، والروسية، والصينية، والتركية، والأوزباكستانية والروسية، كما تمّ اعتماد عدد من قصصها القصيرة لتدرّس في جامعات عالمية: في جامعات الصين، الولايات المتحدة، إسبانيا، روسيا، أوزبكستان. واحدة من مجموعتها القصصية الأولى (قصص شامية) شكّلت منعطفاً مهماً في مسيرتها إذ أرسلت قصتها إلى مسابقة في الإذاعة البريطانية لتفوز بجائزة أفضل قصة في الوطن العربي، مما منحها ثقة عالية بالنفس شجعتها على إرسال قصتها (الدرس القاسي) من المجموعة ذاتها إلى مجلة (الرسالة) المصرية ذات الأهمية العالية في عالم الأدب والصحافة، وكانت المفاجأة بنشر المجلة لقصتها، مما زادها ثقة وإصراراً على المتابعة.
كانت ألفة بين كوكبة النساء النهضويَّات اللّواتي أسّسن بجهودهن لمكانة المرأة السُّوريّة وما وصلت إليه من تقدّم علميٍ ونهضةٍ ثقافيَّة، ترأسَت اللّجنة الثقافية في جمعية الندوة الثقافية النّسائية.
تركت ألفة وراءها إرثاً ثقافياً كبيراً من القصص والروايات والدراسات الأدبية التي تميزت بالواقعية والتَّركيز على الحياة الشرقيَّة، وسجَّلت اسمها كواحدة من أكبر الأديبات السوريات والعرب، حصلت على العديد من شهادات التقدير والجوائز السورية والعالمية.
من أبرز أعمالها : قصص شامية، وداعاً يا دمشق، يضحك الشيطان، القرار الأخير، نظرة في أدبنا الشعبي، رواية حكاية جدي، رواية دمشق يا بسمة الحزن، رواية نفحات دمشقية، عصيّ الدَّمع.