قصة قصيدة أيظن
كلمات قصيدة أيظن:
أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إلي .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده .. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به .. رقصت على قدميه
سامحته .. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه ..
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه”
تعد هذه القصيدة أول قصيدة تم تلحينها للشاعر نزارقباني والتي خرجت للحياة في أوائل الستينيات، وقال نزار أنه عندما كتب هذه القصيدة دار بخلده أن يهديها إلى نجاة لتغنيها، وأن الاسم الذي اختاره لها في أول الأمر كان (على صدري)، وتغير إلى (العودة) واستقر في نهاية المطاف على الاسم الثالث والأخير (أيظن) وتروي نجاةالصغيرة علاقتها بنزار قباني وقصيدة أيظن فتقول:تلقيت يوماً رسالة من الشاعر الكبير نزار قباني، وجدت في ظرف الرسالة ورقة جميلة مكتوب عليها قصيدة شعرية باللغة العربية الفصحى مطلعها: أيظن، أحسست بعد قراءة هذه الشعر، أن هناك كنزاً بين كلمات هذه القصيدة، ولكن العثور عليه كان يتطلب صعوبة كبيرة، ولكني حقيقة لم أتلق القصيدة بارتياح كبير، لأن مفرداتها صعبة ولم يسبق لي أن غنـيت بتلك اللغة، فقدمتها للموسيقار كمال الطويل أسأله عنها وعن إمكانية تلحينها، فأجاب مستغرباً: إيه ده!
ومثله فعل الملحن محمد الموجي..
وتضيف نجاة: وبالتالي شعرت بأن الموضوع لن يتم، وقررت أن أرسل القصيدة للنشر في إحدى الصحف المصرية، تكريماً لصاحبها الذي أرسلها لي وخصني بها، وبعد نشرها فوجئت بعبد الوهاب يتصل بي ويقرأ لي القصيدة من الصحيفة، وليسألني هل هذه القصيدة لك؟ فقلت له نعم، وكان يريد الاستفسار ما إذا كانت القصيـدة قد مرَّت علي أو قرأتها، وســردت له ما جرى، فطلب مني أن أراه كي أستـمع إلى لحن الأغنية، كانت حينها الساعة الحادية عشرة صباحاً، وأكد عليّ أن ألتقيه بعد ساعتين، وفعلاً، حينما ذهبت إليه كان اللحن جاهزاً، وغنيت أيظن للشاعر الكبير نزار قباني وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.. وخرجت الأغنية للحياة لتحقق حضوراً ساحراً في الأغنية العربية.
حين غنت نجاة الصغيرة قصيدة (أيظن) كان نزار قباني دبلوماسياً في سفارة الجمهورية العربية المتحدة في بكين، وانهالت عليه الرسائل والاتصالات الهاتفية مهنئه بهذه الأغنية الرائعة، وسعى نزار في البحث من خلال المذياع ليسمع قصيدته (أيظن) تغنيها نجاة الصغيرة، فلم يفلح.؟ أرسل الأخبار إلى نجاة أن ترسل له الأغنية مسجلة على شريط تسجيل فلم يلقَ أذناً صاغية، فانزعج لعدم سماعه القصيدة بصوت المطربة نجاة، ولعدم إرسالها له الأغنية مسجلة فكتب إلى نجاة الصغيرة معاتباً يقول : (أيتها الصديقة الغالية.. لا أزال في آخر الدنيا.. أنتظر الشريط الذي يحمل أغنية (أيظن).. تعيش في الصحف.. في السهرات وعلى شفاه الأدباء، وفي كل زاوية من الأرض العربية.. وأبقى أنا محروماً من الأحرف التي أكلت أعصابي.. يا لك من أم قاسية يا نجاة.. أريتِ (المولود) الجميل لكل إنسان وتغنيت بجماله في كل مكان.. وتركتِ أباه يشرب الشاي في بكين، ويحلم بطفل أزرق العينين يعيش مع أمه في القاهرة.. لا تضحكي يا نجاة إذا طلبت ممارسة أبوتي، فأنا لا يمكن أن أقنع بتلقي رسائل التهنئة (بالمولود) دون أن أراه.. فانهضي حالاً لدى وصول رسالتي، وضعي (المولود) في طرد بريدي صغير.. وابعثي به إلى عنواني.. إذا فعلت هذا كنت أماً عن حق وحقيقة، أما إذا تمردت فسأطلبك إلى بيت الطاعة رغم معرفتي بأنك تكرهينه. وصلت رسالة نزار إلى نجاة الصغيرة، وفعلاً أرسلت الأغنية فوراً إلى سفارة الجمهورية العربية المتحدة في بكين، وكان ذلك بعد ثلاثة أشهر من إذاعتها بصوت القاهرة، وتمكن حينها من سماع الأغنية.
نزار قباني لم يلتقِ نجاة الصغيرة إلا بعد غنائها (أيظن)، حين جاء إلى القاهرة، وقال لها: إنه لايستطيع أن يتصور هذه القصيدة بصوت آخر غير صوتها.
Leave A Comment