الشَّاعر سليمان العيسى

كان من أوّل دواوينه للأطفال ( ديوان الأطفال )، وقد جمع فيه في مرحلة مبكّرة مجموعة من أناشيده للأطفال

ومنها نشيد (رفيقي الأرنب ) يقول فيه:

قفزَ الأرنبْ خافَ الأرنبْ

كنتُ قريباً منهُ ألعبْ

أبيضُ أبيضُ مثلَ النّور

يعدو في البستانِ يدور

يبحثُ عن ورقاتٍ خضرِ

يخطفها كالبرقِ ويجري

* * * *

ويقولُ أيضاً في نشيد قطاري:

داري داري أرضُ العربِ

زارَ قطاري وطنُ العربِ

من تطوان إلى بغداد

سارَ قطاري يا أولاد

يحمل أطفالاً وبشائر

في أرجاءِ الوطنِ السَّاحر

* * * *

ولم يمر معنا كلمة صعبة تحتاج إلى شرح، ولو عرضنا هذه القصيدة على من لا يعرف سليمان العيسى

ولم تمر أمامه القصيدة قبلاً لظنَّ أنَّ الذي كتبها طفلٌ!

وكانَ العيسى يخاطبُ الأطفالَ كما لو كان طفلاً، بعيداً عن الإرشاد والوعظ وغيرها

يقول في نشيدٍ له بعنوان ديمة تغنّي:

اسمي ديمة

هل تدرون

معنى ديمة؟

معناها حلو ناعم

معناها المطر الدائم

يسقي الأرض فيكسوها

ورقاً أخضرَ وبراعمْ

* * * *

وكذلك نجده يمشي على هذا المنوال في تعليم الأطفال معنى اسمهم، إذ يطلب منه طفل اسمه ( كنان)

أن يكتب له قصيدةً عن اسمه، فيكتبُ لهُ قصيدةً وكتبَ في أعلى الصّفحة في الدّيوان إلى صديقي الصّغير

(كنان ) يقول:

عاشَ كنان عاشَ كنان

اسمي عربيُّ الألحان

اسمي اسمي

ظلٌّ يحمي

يحمي ويردُّ العدوان

عاشَ كنان عاشَ كنان

عربي الأحلام

يسكن أرضَ الشَّامْ
* * * *

ويقولُ أيضاً في نشيد منى والعصافير

تحبُّ منى العصافيرا

تحبّ غناءها السَّاحر

تقول لكل عصفور

إليّ إليّ يا شاعر

وتملأُ كفّها حَبَّاً

وتنثره على الدَّرب

فتلتقط المناقير

الصّغار هديّة الحبّ

* * * *

ويقول في نشيد آخر :

أوقد أوقد نار الموقد

الرّيحُ تئنّ على الشجر

وتعانق خيطان المطر

الرّيح رسول الرّيح تقول:

خبأنا للشجر العاري

خبّأنا أحلى الأزهار

أوقد أوقد نارَ الموقد

وبهذهِ الطريقةِ يتعلَّم الطفلُ دورةَ الفصولِ الأربعة، حتى لا يكرهُ أيَّ فصلٍ منَ الفصول.