العفو عن الحر يقتله

معنى الكلام: كيفَ العفو عن الحر يؤدّي إلى قتله!

قيلَ للأحنف بن قيس: يا أبا بحر بمَ بلغتَ ما بلغت في  الحلم وضبط النّفس؟!

وكانَ أحنف بن قيس رجلٌ يُضرب به المثل في الحلم وضبط النَّفس …..

قالَ: واللهِ لو عابَ النّاسُ الماءَ ما شربته !!……

قالوا يا أبا بحر ممّن تعلمتَ الحلم؟

قالَ: من رجلٍ يُقالُ لهُ معنُ بنُ زائدة

قالوا: وما خبرهُ؟؟

قالَ:كانَ معن بن زائدة قد أسنّ في قومه، ولم يُرزق بولدٍ

ثمَّ تزوّجَ بأخرةٍ من عمره من امرأةٍ من غير قومه، فرزقَهُ اللهُ بغلامٍ، وشبَّ الغلامُ

حتى ملأَ حياةَ معن، وكانَ لابنِ معن ابنُ  عمٍ يغار  منهُ لفروسيته، وشجاعته،

واتّفقَ أن تبارزَ نجلُ معن مع ابنِ عمّه، يوماً فبلغ منَ الغيرة والحسد والشّنآن التي فرت كبدَهُ أنْ غدرَ بابنِ عمّهِ فقتلَه وهما يتبارزان، وكانَ معن قد بلغَ السَّبعينَ من عمرهِ

فأتيَ بالقاتل والمقتول فدخلوا خيمةَ معن، فقالوا: يا معن هذا ابنُ أخيكَ قد قتلَ ابنك….

فقالَ معن :يا بن أخي اعلم أنكَ أنقصتَ عددك، وقسمتَ ظهرك، وشمَتّ الأعداء فيك …..

اذهب فأنتَ طليق، وخُذوا ولدي فادفنوه، واعطوا أمّهُ مئةَ ناقةٍ ديّةً لهُ فإنّها غريبةٌ

في الدّار.

يقول الخبر فذهبَ ابن أخِ معنٍ إلى خيمتهِ لا يبرحُها، وهوَ يفكّرُ بكلماتِ عمّهِ

عدّةَ أشهر في خيمته لا يبرحُها من كلماتِ عمّه حتى أصابتهُ الحمّى فقتلتهُ

فقالت العرب: قتلَ معنٌ ابنَ أخيهِ بالحلمْ……..