المتنبي:

مَغَاني الشِّعْبِ طِيبًا في المَغَاني       بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ

وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيَّ فِيهَا         غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ

مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا             سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ

طَبَتْ فُرْسَانَنَا وَالخَيلَ حتى    خَشِيتُ وَإنْ كَرُمنَ من الحِرَانِ

غَدَوْنَا تَنْفُضُ الأغْصَانُ فيهَا         على أعْرافِهَا مِثْلَ الجُمَانِ

فسِرْتُ وَقَدْ حَجَبنَ الشمسَ عنيوَجِئْنَ منَ الضّيَاءِ بمَا كَفَاني

وَألْقَى الشّرْقُ مِنْهَا في ثِيَابي    دَنَانِيرًا تَفِرّ مِنَ البَنَانِ

لهَا ثَمَرٌ تُشِيرُ إلَيْكَ مِنْهُ               بأشْرِبَةٍ وَقَفْنَ بِلا أوَانِ

وَأمْوَاهٌ تَصِلّ بهَا حَصَاهَا     صَليلَ الحَلْيِ في أيدي الغَوَاني

إذا غَنّى الحَمَامُ الوُرْقُ فيهَا          أجَابَتْهُ أغَانيُّ القِيانِ

يَقُولُ بشِعْبِ بَوّانٍ حِصَاني        أعَنْ هَذا يُسَارُ إلى الطّعَانِ

أبُوكُمْ آدَمٌ سَنّ المَعَاصِي           وَعَلّمَكُمْ مُفَارَقَةَ الجِنَانِ

المتنبي