تزوج القاضي شريح من زينبَ بنت حدير وكان يحبها حبًا شديداً،
زارته أمُها ذات يوم في بيته وقالت له: أذنتُ لك في أن تؤدبَها بكل ما تستطيع إن هي خرجت عن طوعك، ولا ترحمها في غلطةٍ صغيرةٍ كانت أم كبيرة، فضحك وأنشد يقول:

رأيتُ رجالاً يضربون نساءَهـم
فشُلَّت يميـنـي يـوم أضربُ زينبا

أأضربُها من غير ذنبٍ أتـتْ به
فما العدلُ مني ضربُ من ليس أذنبا

فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكبٌ
إذا برزتْ لـم تُبدِ منهـنَّ كوكبـا