قصص البخلاء

وأمَّا زبيدة بن حميد الصّيرفي فإنّه استلفَ من بقالٍ كانَ على باب دارهِ درهمين وقيراطاً، فلمَّا قضاه بعدَ ستَّة أشهر، قضاهُ درهمين وثلاثُ شعيرات، فاغتاظ البقَّال

فقال: سبحانَ الله أنتَ ربّ مائة ألف دينار، وأنا بقال لا أملكُ مائة فلسٍ، وإنّما أعيشُ بكدّي، وباستفضال الحبّة والحبتين، صاحَ على بابكَ حمّال، والمال لم يحضرك، وغاب وكيلك، فنقدت عنك درهمين وثلاث شعيرات، فقضيتني بعد ستَّة أشهر درهمين وثلاث شعيرات؟

فقال زبيدة: يا مجنون أسلفتني في الصّيف فقضيتك في الشّتاء، وثلاثُ شعيراتٍ نديَّة، أوزن من أربع شعيرات يابسة صيفية، وما أشك أن معكَ فضلاً!

من كتاب البخلاء للجاحظ