زائرتي الخيبة ( خاطرة ) :

تغار الخيبة من جمال قلوبنا، فتغزوها كعدو تحت اسم صديق ، وما إن تتمكن من الدخول فيه يصبح من الصعب طردها، لا بل إنها تتكاثر وتتوالدبسرعة كما لو أنها انشطارات وليست حمل شهور .
وتبدأ بسلب أجمل مانملك وأول ما تسلبنا إياه طيبة قلوبنا، ثم التسامح والعفو والمبادرة ..
وهكذا شيئا فشيئا إلى أن نتحول إلى مومياءات على قيد شبه حياة .
منذ سنتين طرقت الخيبة باب قلبي كانت لطيفة الوجه خفيفة الظل شعرت بأن وجودها سيؤنس وحشتي ويواسيني في حزني .
وبعد مضي ثلاثة أيام تقريبا” بدأت ضيفتي بالتطفل والإزعاج تسللت إلى خلايا دماغي فسلبت منها براءتها
وبثت سم أفكارها فصرت لا أفكر إلا بسلبية وتشاؤم أضخم الأمور أحيك طرقا”للانتقام .
وقلبي المسكين امتلأ ضجيجا” وفقد طبيعته السمحة وراح ينبض بعنف لا يريد أن يغفر، وبعد تحريض منها رفع شعار ( لا للتسامح ولا للطيبة فالطيبة سذاجة والإنتقام قوة … )
بت أنظر في المرآة فلا أعرفني، والناس يستغربون تبدل طباعي .
صارت ملامحي بعد أن فقدت طيبتي قاسية كملامح جندي متأهب للقتال …
وفي يوم كنت فيه منهكة مما آل إليه حالي
قررت استعادة جميع طباعي التي لم تكن تعجبني سابقا ولكنني أدركت الآن بأنها كانت الأجمل والأفضل .
صرخت بأعلى صوتي وقلت للخيبة أغربي
بسرعة عن حياتي .
فحاولت التلكؤ قليلا وقالت لي كمحاولة أخيرة منها :

( أنت لست الرب لتغفري )
دعيني أعينك على الانتقام كدنا نحقق أهدافنا .
فأجبتها : (وأنا لست الرب لأنتقم )
دعيني أعيش بسلام التسامح والحب
فقلبي مل الإبحار في متاهات الرغبة بالانتقام، سوف أجلس على شاطئ الخير عل’ من آذوني
يتبعونني إليه وننعم جميعنا بالسكون والأمان .

عائشةأحمد البراقي

جميع الحقوق محفوظة لموقع علمني