قصيدة شقراء للشاعر بدوي الجبل :

 هدهد همومك عندي

  على حيائي و صدّي

 حور النعيم تمنّت

  نعمى هواي و وجدي

 هل عندهنّ رحيقي

  و هل لديهنّ شهدي

 يا ساكب الشعر خمرا

  من شعر ربّك خدّي

 و من معانيه عطري

  و من قوافيه وردي

 تأنّق الله دهرا

  يعيد فيّ و يبدي

 حتّى جلاني شعرا

  يا حسرة الشعر بعدي!

 خياله السمح نديّ

  ثغري و نمنم عقدي

 و قلبه كان كأسي

  و جفنه كان مهدي

 و الأنجم الزهر حولي

  دمى للهوى و عدّي

 فغارت الحور منّي

  و كلّ زهو و مجد

 و هبّ في روض عدن

  عليّ عاصف حقد

 فكان لله حكم

  لشقوتي بل لسعدي 

 و اختار بعدي عنه

  و راح يبكي لبعدي

☆☆☆☆

 دنياي أحلى و أغلى

  من ألف جنّة خلد

 أنّا الربيع المندّى

  قارورة العطر نهدي

 يهيم حسني بحسني

  و يجتلي و يفدّي

 و جنّ ثغري بريقي

  و حنّ جيدي لزندي

 و كلّ وشي حرير

  يودّ لو لفّ قدّي

 و كلّ عطر تشتهي

  أن أسفح العطر وحدي

 شقراء تحلم شمس ال

  ضحى بخدّي و بردي

 رفّت خصيلات شعري

  بأشقر النور جعد

سكران تيه و دلّ

  مخمور وهج و وقد

يا شاكيا زور وعدي

  أحلى من الوصل و عدي

 هيامنا يا حبيبي

  أريد حلما لسهدي

 كلّ المحبّين ملكي

  و أنت وحدك نديّ

 و كبرياء جمالي

  تريد منك التحدّي

☆☆☆☆

 شقراء يا لون حسن

  محبّب مستبد

 و يا جمالا غريبا

  على ظباء معدّ

 لا وسم ليلاي فيه

  و لا ملامح هندي

 و لا اسمرار الغريرات

  بالعقيق و نجد

 ظمآن أنشد وردا

  و عند عينيك وردي

 يا سكرة بعد صحوي

  و فتنة بعد رشدي

 يا رغبة العين و القلب

  بعد يأس و زهد

 بيني و بينك حرب

  و هول أخذ وردّ

 صراع روحين فيه

  عنف العدوّ الألدّ

 و غزو قلب لقلب

  فتح يبيد و يردي

 فناء دنيا بدنيا

  و طيّ بند ببند

 الحبّ لا حكم شورى

  لكنّه حكم فرد

 فهيّئي فتنة الحسن

  كلّها و استعدّي