وحيدة أنا يا أمي

ذئاب الحي تنهشني

وجوع الحرب يلسعني …

أُشعلُ شعلةً من نار تآنسُني وتحرِسني

إنَّ الذُّلَّ يا أُمّاه أتعَسني

غلاءُ الخُّبزِ أَفلَسني

منظَّمات الإنسانيّة تُخبرني بأنّها تقدسُ الإنسان ! تقدسني !

أصفُّ أنا على طابورِ تقديسي فيدهَسُني

ويسلب منّي كراماتٍ أطلتُ بناءَها عمراً

ثُمَّ عندَ نهايةِ الطَّابور أُقايِضُها ببضعِ فُتاتْ

وأمشي بلا ساقين تائهةً

إلى مأوى غريب لا يشابهني

ولا اخترته

فقط مأوى بالكاد يضم جسمي المتعب

وروحي عندَ كُلّ مساء تطير إلى وطني

إلى زمانٍ غابَ في الزَّمن

تنامُ على ثرى بيتيَ المُنهار

وعندَ الصُّبح تستيقظ ْ

لتحضّر قهوةَ الصُّبحِ وتجلسَ على الشُّرفة

فأستيقظ …

فلا بُناً بتلكَ الأرضِ قدْ أجدُ ولا شُرفة

هيَ اللَّهفة أرشُفها فتُسكرني

وتخبرني لعلَّها تكذب

ولكنّني أفرح: بأنَّ صيفَنا القادم سأشربُ قهوتي أبداً في بيتي على الشُّرفة

خارج أسوارِ غُربتي

خارجَ ذلك المنفى …..

عائشة البراقي