
_ هنيسة بنت أوس.. أعقل نساء العرب!
️في زمنٍ كانت السيوف تُنهي الحروب، وقليل من النساء من يرفعن صوت الحكمة فوق وقع الطعنات،
️خرجت من جزيرة العرب امرأة، لم تُعرف بجمال وجهها فقط، بل بعقلٍ يعادل ألف فارس..
️إنها هنيسة بنت أوس الطائية المرأة التي أوقفت حربًا، وصنعت مجدًا، وأثبتت أن العقل هو سيد المواقف.
️جاء الحارث بن عوف، سيّد من سادة العرب، إلى قبيلة طيّء يخطب، وقال لصديقه خارجة بن سنان:
– أترى أني أخطب إلى أحد فيردني؟
فأجابه خارجة:
– نعم، بنت رجلٍ يُقال له أوس بن حارثة!
فركبا إلى أوس، فوجده في فناء داره. قال له الحارث:
جئتُ خاطبًا.
فانصرف أوس غاضبًا دون رد دخل على زوجته فقالت له:
من هذا؟
قال:
الحارث بن عوف، جـاء يخطب!
قالت:
ويُهان سيد العرب عندك؟ إن لم تزوّج مثل هذا، فلمن؟!
️تدارك أوس خطأه، ولحق بالحارث، واعتذر ثم عاد إلى بيته، ونادى على بناته الكبرى ثم الوسطى، فسألهما:
– الحارث يريد الزواج، فما تقولان؟
فقالت كلٌ منهما:
لساني حاد، خُلقي رديء، لا أصلح له!
️ثم نادى الصغرى هنيسة، فقالت بثقة: والله، إني لجميلة وجه، حسنة خلق، راجحة عقل، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه!
فقال أوس: بارك الله فيكِ وخرج إلى الحارث قائلاً:
زوجتك هنيسة.
️ لكن المفاجآت لم تنتهِ هنا…
حين بعث بها إلى الحارث، مدّ يده إليها، فقالت له بجرأة:
مَهْ! أعند أهلي؟ هذا لا يكون!
فأمر بالرحيل، وفي الطريق حاول الاقتراب، فقالت:
أتُعاملني كأمة؟ لا والله حتى تُذبح الإبل، وتُدعى العرب، وتُكرم الوليمة!
️انبهر الحارث وقال:
– هذه ليست امرأةً عادية، بل عقل وهمّة لا تُوصف.
️فذبح وأولم، ثم دخل عليها، فقالت:
العرب تقتل بعضها بعضًا، وأنت تتفرّغ للزواج؟!
فقال:
وماذا ترين؟
قالت:
أصلح بين عبس وذبيان، ثم عُد لي.
فخرج الحارث مع (هرم بن سنان)، وأصلحا بين القبيلتين بعد حربٍ استمرت أربعين سنة.
حملوا الديّات ثلاثة آلاف بعير، وأعادوا السّلام.
وعندما عاد إلى هنيسة، قالت:
الآن، نعم!
️وعاشت معه أسعد حياة، وولدت له أبناءً، وظل اسمها محفورًا في كتب التاريخ
أعقل نساء العرب.