(   شتان   )   خاطرة    :

بساط ندي أخضر يفرش الثرى
مزركش بالجوري و الزنبق و الخزامى
كاللؤلؤ المنضود رصفت حبات الحصى
حول انعطافات النهر كأساور و عقود
مرح و فرح يعم المكان
خير يتدلى من’ الأفنان
قطف دانية لكل دان
عصافير تغرد بافتتان
تجود على المسامع
فتجاريها نبضات القلوب بامتنان
أطفال يلعبون ويضحكون
كأنها جنات نعيم

وفجأة”

دوي انفجارات
هلع فزع و فرار في كل اتجاه
ضحكات تخطف من’ الأفواه
عويل وصراخ وذهول يعلو الوجوه
رعب يقبض القلوب
رائحة بارود تختلط بذرات الهواء
تستنشق بتثاقل مع الشهيق
منذرة” بأن’ وقت’ البلاء قد حان
خروج من الجنة إلى الجحيم
كيف تنقلب الأقدار بثوان ؟!

شتان بين’ مشهد الحياة
ومشهد الموت شتان .

#عائشة _ البراقي