ياأخي
إني هنا في غربتي
في الشارع المتحضر
وشقتي
التي حوت كل’ أنواع الأثاث المترف
وزينت بالتحف
شمسهم هنا منذ الصباح قاسية
وشوارعهم مرتبة حتى الملل
دقتهم في المواعيد تصيبني بالوجل
وفي ليلي الهادئ البائس
تتسابق همومي لتجالسني في شرفتي
هم يقول لي ماذا دهاك
حتى تركت’ موطنك ؟!
أطأطئ رأسي مستجديا” رأفة”
من همومي الباقية
ألا’ تسألي
هم يقول أتذكر المسجد الأموي ؟
أتذكر الحميدية ؟!
والتكية والمتحف الوطني ؟
أتجاهل الأسئلة
أصطنع البرود و أنا أشرب قهوتي
يداهمني صداع خيبتي
فأطفىء الأنوار وآوي إلى فراش وحدتي
أتوسل إلى النوم أن يأتي قبل
أن تعاودني أسئلتي
وأنهض في الصباح
مسرعا”إلى العمل
مناجيا” ربي
بأن يعينني في كربتي
وأن يأتي علي’ يوم
أستيقظ من لهفتي
وترشف عيناي’ جمال بلدتي
ويعبق الياسمين في أوردتي
كي أرتوي من موطني
وأبرأ من غربتي …..

# عائشة البراقي