أبيات جميلة من إحدى قصائد المتنبي :

ضَيْفٌ ألَمّ برَأسِي غيرَ مُحْتَشِمِ

والسّيفُ أحْسَنُ فِعْلاً منهُ باللِّمَمِ

لَيسَ التّعَلّلُ بالآمَالِ مِن أرَبي

وَلا القَناعَةُ بالإقْلالِ من شِيَمي

وَلا أظُنّ بَناتِ الدّهْرِ تَتْرُكُني

حتى تَسُدّ علَيها طُرْقَها هِمَمي

لأترُكَنّ وُجوهَ الخَيْلِ ساهِمَةً

وَالحرْبُ أقوَمُ مِن ساقٍ على قَدَمِ

والطّعْنُ يُحرِقُها وَالزّجرُ يُقلِقُها

حتى كأنّ بها ضَرْباً مِنَ اللَّمَمِ

رِدِي حِياضَ الرّدى يا نفسِ وَاتّركي

حياضَ خوْفِ الرّدى للشّاء والنَّعَمِ

إنْ لم أذَرْكِ على الأرماحِ سائِلَةً

فلا دُعيتُ ابنَ أُمّ المَجدِ والكَرَمِ

أيَمْلِكُ المُلْكَ وَالأسيافُ ظامئَةٌ

وَالطّيرُ جائِعَةٌ لَحْمٌ على وَضَمِ

مَنْ لَوْ رَآنيَ ماءً ماتَ مِنْ ظَمأ

وَلَوْ عَرَضْتُ لهُ في النّوْم لم يَنمِ

ميعادُ كلّ رَقيقِ الشّفرَتينِ غَداً

ومَن عصَى من ملوكِ العُرْبِ والعجمِ

فإنْ أجابُوا فَما قَصدي بهَا لَهُمُ

وَإنْ تَوَلّوْا فَمَا أرْضَى لَها بهمِ