الرثاء عند عمر أبو ريشة:

لم يكن أبو ريشة ماهراً في الرثاء، لأنّه شاعر فرح، يقولُ في رثاء والده:

ناداكَ تحناني فما أسمعك                  فاذهب فداك الشّوق قلبي معك

سرنا معاً حيناً وخلّفتني                    وحدي على الدّرب الذي ضيّعك

أرنو إلى الدُّنيا وآفاقها                       فما أراها جاوزت مضجعَك

حسبي منها موعد في المسا           أفهم فيهِ  سرَّ ما استودعك

فرِثاء الأقارب عادةً لا يكونُ عالياً لفداحة الموقف.

نرى أنّ أبو ريشة كان يرسم الصّورة من جميع أطرافها فتبدو كاملةً غير منقوصة، وهذا الأمر لا يستطيعه إلاّ قليل من الشّعراء.