نار وانتصار ( خاطرة ) :

كانت عمره، والشيء الوحيد الذي يسره
الشخص الموثوق إن شاء البوح بسره
غاب مرغما وعاد ملهوفا
فارتطم بالكارثة، كارثة التخلي والسير في طريق مغاير لطريقه .
كانت أمه قبل وفاتها دائما تنصحه : (لا تأتمن جانب شيء إلى أبعد حد ما عدا الله… )
ولأن عشقه لها كان يشبه العبادة
شد وثاق الثقة؛ وظن أن التقلب لن يقلب قلبها
فخاب ظنه بعد أول غياب .
غادرته وتركته وسط نيران صدمته

نار وانتصار ( خاطرة ) :
يحاول التماسك ليقدر على استيعاب ما جرى
تضخمت روحه من وطأة الهموم فضاق عليها جسده
تساءل كيف لشيئين لم يعودا منسجمين
كجسدي وروحي لازالا متلاحمين وكيف بها تفارقني وكانت عندي أثمن من روحي
كانت كل ما أتمنى أن أقتنيه
لأسعده وأسعد فيه .
لعنة صورة وجهها تمسكت بتلابيب عقله
فلم يعد يرى سواها؛ شعر الغجر
وثغر باسم كثغر الزهر
وجه لا تمل فيه النظر ……
شعر بأن النيران المتقدة بداخله ستحرقه
وتحيله إلى رماد إنسان .
النار….. النار كيف أطفؤها

نار وانتصار ( خاطرة ) :
ودون أن يشعر بدأ عقله يفكر بفكرة من الغريب أن تحضره وهو في أوج غضبه وقهره
وهي ما فوائد النار
كل شي ينضج من النار
الطعام، الجلد عندما يصنع ليوضع على الطبلة
التي لن تصدر رنينها الأخاذ دون’ أن يتعرض ذلك الجلد إلى النار
رغيف الخبز !!
هب لو أنه ليس هناك نار
أنظر ما كان’ أسوأ طعمه
سيكون مقززا” ولن يتقبل طعمه أحد
النار فيها نور مضيء، وفيها حرارة ودفء،
وكذلك خاصية إنضاج الأشياء …..
انشغل عن همه بتلك الفكرة التي بدت له أول
الأمر بسيطة ، ولكنها سرعان ما أزالت عن قلبه غشاوة وبددت ألما”
ثم’ قال أحرقيني أيتها النار ، أنضجي سذاجتي وبلاهتي، اقض على أوهامي
علميني كيف أكون طبلة تطرب الناس وتفرحهم،
كيف أكون رغيف خبز يؤذيني جوعهم
ويسعد قلبي شبعهم .

نار وانتصار ( خاطرة ) :
املئي قلبي بحرارتك لأكون محبا عطوفا”،
بددي عتمة جهلي بنورك .
علميني كيف أضيء للمتعثرين شعلة …..
ورويدا رويدا تحول كرهه وحنقه على محبوبته إلى امتنان .
فلقد سلبت منه حبه، ولكنها أهدته
رحمة وإنسانية وغفران .

عائشة البراقي

حقوق النشر وجميع الحقوق محفوظة