[starlist][/starlist]العقرب : إلى متى سأظل  منبوذا” والكل يكرهني ويخافني ؛هم لا يعلمون سري الجميل فأنا مخلوق عظيم ؛بين أضلعي دواء سحري شاف  .

النملتان تضحكان :  هاها ها! يا لك من غبي ، عن  أي سر تتحدث ،أنت شر  كائن على وجه الأرض .

تبث السم الزعاف ، تقتل الناس و الكائنات و

تظن نفسك نافعا”، عجبا”عجبا”لعقلك’التافه الصغير،

هل أنت مغرور أم أحمق ؟!

العقرب :ما خطبكما ؟وماذا تعرفان عني ،أنا لم أركما  أبدا”من قبل وأنتما تتحدثان عني وكأنكما شريكاي’ في حياتي ، وتعرفان ما يفرحني وما يحزنني ، ما يسرني وما يزعجني ، وكأنكما أقرب إلي’من أمي ؟!!!

النملتان تضحكان من جديد : هاهاها !!تعالي أيتها الحشرات اسمعي ماذا يقول هذا الأحمق الذي يرهب الجميع ويتكلم عن نفسه كما لو أنه حمل وديع .

الصرصور :ماذا هناك ؟ لماذا كل هذا الصياح ؟

(متفاجئا”بالعقرب ….) يصرخ والخوف باد على وجهه آه يا إلهي إحذروا  إنه العقرب الأسود !!

الفأر الصغير يتكلم من علو خوفا”من الاقتراب من العقرب .

نعلم أيها الغبي أنه العقرب ونحن نتحدث إليه .

ونحاول أن نفهمه أنه مصدر خطر على الجميع ويحسب نفسه مظلوما”.

هه هه !يا له من أحمق ، لا يعلم أنني أرتجف لمجرد ذكر اسمه .

فسمه يسري في عروق أجدادي ولا أكاد أراه حتى أشعر’بذاك’ السم الذي لدغ’أصحابي على مر الزمان …

خوف تناقلناه وصار’في عروقنا وما زلنا نرتعد نحن الصغار لمجرد سماع اسمه .

خوف مقيت ،و شعور فظيع .

أتساءل ما مدى حجم الخوف و الألم إن لدغني حقا”

هذا اللعين ، (يقول هذا سارحا”في خياله وملامح الخوف على وجهه )

العقرب : غريبون أنتم !! لم تجربوا لدغتي حتى وتخافون’مني

وما لكم وما لي !!؟

كنت أحدث نفسي فخرجتم بأفواهكم تتشدقون ، وكل واحد منكم يسرد حكايا عني وعن أجدادي

تناقلتموها عنا بجهلكم الفظيع وصدقتموها وزدتم عليها

من نسج خيالكم وابتداع أفكاركم … يا لكم من جهلة وحمقى

الأفعى :(تنصت بصمت )ثم تتكلم: ماذا تقول ؟؟

نحن حمقى !!؟وأنت’ ماذا يا عزيزي ؟

صحيح أننا أنا وأنت نتشابه  من حيث أننا

مخلوقين سامين و أن سمنا فتاك  ،ولكن انظر للبشر كيف ينظرون إلينا  ويعرفون بخبرتهم وعقلهم الراجح أننا مختلفان تماما”.

ألا ترى أنهم اتخذوا مني شعارا”ورمزا”للصحة والعلاج .

أما أنت فترعبهم وتنشر الرعب بينهم كبارا”وصغارا”.

فهم دائما”يرددون المثل القائل آآ……..

تقاطعها الخنفساء :نعم نعم سمعت هذه العبارة (بجانب العقرب لا تقترب وبجانب الحية أفرش ونم….)

الأفعى بنبرة تملؤها الحكمة :آاااا،نعم نعم هذه هي أرأيت أيها المغفل …

العقرب (بحزن ) :إنك غريبة حقا” أيتها الأفعى وتتكلمين بلهجة وكأنك سبرت أعماق’الكون كله وفهمت كل منطقه وقوانينه وأسراره التي عجز’ كل العلماء عن فهمها ،وكأنك فهمت كل أسرار الكون ووجدت حلول جميع المشكلات ، وغصت’في أعماق البحار وظلمات المحيطات …

إن’العلماء ماتجرؤواعلى الإثبات والثبات ،كيف لك أن تعلمي كل’شيء وأنت مجر’د كائن صغير في كون واسع

لا ينتهي .

أفعى صغيرة( تابعة الكبيرة ) :ماذا يا حبيبي !!؟

أعد ما قلت …قل لنفسك’ هذا الكلام ، تتكلم وكأنك أفلاطون!!!

الفأرة :ومن أفلاطون هذا ؟؟

هل هو’ حيوان ضخم ؟

الأفعى (بكل رزانة ): لا أيتها الفأرة أفلاطون هذا هو فيلسوف من البشر يعلم سر النفوس وسر الحياة والكون ،سمعت عنه أحاديث كثيرة ،و البشر يقرؤون عنه دائما”.

الصرصور :آه يا لك من رائعة أيتها الأفعى ، فعلا” إن’ثقافتك واسعة وكثيرا” ما تبهرينا بآرائك وحكمك .

أعشق خبرتك وأتمنى أن أكون مثلك ، لكن للأسف أنا مجرد صرصور البشر يروني قبيحا”لا فائدة مني ترجى فتراهم يكافحوني بشتى الوسائل ليقضوا  علي وينعموا ببيت نظيف خال من  أوبئتي .

ما ذنبي إن ولدت صرصورا”،آه يا ربي لم خلقتني لتعذبني آه يبدأ بالبكاء (والأفعى تزداد زهوا”وغرورا”بنظراتها )

العقرب : ومن قال لك أنك قبيح عديم الفائدة ؟!

ألا تعلم أن لكل منا فائدته وسره العظيم الذي يجب أن يكشف يوما”ما ، والأذكياء فقط والعقلاء هم من يعملون ذلك ثم إني لا أرى كل البشر مصيبين ولو كان عندهم عقل مدبر ،بل ترى الكثير منهم ضالون بل أضل منا نحن معشر الحيوانات والحشرات .

النملة : ها أنت عدت’لتراهاتك وسخافاتك

وبدأ يظهر التعقل في كلامك ، لا تتصنع المعرفة أيها التافه

وأي فائدة ترجى منك’ ولا أراك تقدم بهذه الحياة سوى الموت والهلال .

الفأرة :نعم ، نعم صحيح !  ها أنت تتكلم عن الجمال و الفائدة ،أي جمال بمنظرك  المرعب ، وبزعنفة ملتوية مستعدة لتبث السم للتو في جسم غريمها دون أي تروي أو انتظار ما إن لمسك شيء أو أحد حتى تغرز إبرتك في جسده .

لماذا لا تمشي في سبيلك وحسب ، لماذا تتقصد أن تقضي على من لمسك ولربما كان قريبا”منك’ بالصدفة لا بل ولمسك دون’قصد …

أخشى أن تلدغ ابنك إن لمسك

الجميع يضحك …

ألا تعذر أحدا”أيها الأبله ، نحن الفئران ترانا نركض مسرعين ونختبئ في جحورنا وهكذا نحمي أنفسنا من أن يقتلنا البشر .

أما أنت بغرورك تتحدى وتقدم على القتل دائما”دون سبب .

قل لي ما الفائدة من وراء سلوكك العدواني ؟

الجميع يردد: ( نعم ..نعم قل لنا ما الفائدة )

العقرب : (بهدوء ) أنا لا أعلم لماذا تصرون على آرائكم وما حاولتم أن تفهموا سلوكي أبدا”هذا السلوك الغريزي الذي فطرني الله عليه

فأنا مخلوق ضعيف شديد الخوف ومن ضعفي أعطاني ربي سلاحا”يحميني ، وشكلا” يرهب من ينظر إلي

ليحسبوا أني خطير ويبتعدوا عني

وتابع غريب أن الجميع يراك جبارا”قويا”في حين أنك’تشهر أسلحتك لأنك خائف ضعيف )

(الكل مندهش )

نعم أنا ضعيف أخاف دائما”أن أموت بسبب ضعفي هذا ، فوهبني الله سلاحا” ليحميني ، أعطاني هيئة توحي بالقوة والرعب فأستخدمتها لتقيني من أن أموت

وأعطاني سما”ليشل’حركة’فريستي وعدوي لأتمكن من الاستمرار بالحياة .

أقسمت أن أبتعد’ عن الجميع ولا أسير إلا في الظلام وأن أبتعد عن الأنظار

والتجمعات لأحمي الجميع’من نفسي فأسلحتي فتاكة تخرج رغما”عني لمجرد لمسي .

فلا ألدغ إلا من لمسني مصادفة” أو من كان وجبة”لي وغذاء”لأحياء مثلكم تماما”

فلكل منا غذاؤه وهكذا تكتمل دائرة الحياة .

أرأيتم أبتعد عنكم لأحميكم وما سلمت منكم ومن كرهكم أما نظرتكم عن كثب فوجدتم أن لكل منا فائدته وعمله رغم وجود ضرر وشر يصيب به آخرين …

ولكن نفعنا كبير في هذه الحياة نعم يا أصدقائي لاتنتقصوا من شأن أحد ، فلكل فائدته .

العصفور من أعلى الشجرة  أخبرنا  بالله عليك ما فائدتك

فلقد سمعتك تتكلم عن جمال وسر يكمن فيك !

العقرب : نعم ، فسمي بحد ذاته دواء نافع ناجع .

أدركه واكتشفه عالم من البشر كانت لديه البصيرة واليقين أن كل ما حولنا مفيد فسمي هذا الذي تخافونه والذي يشل حركة العدو وربما يقتله .

هو دواء نافع لمرض خبيث يحصد آلاف البشر من أطفال وكبار

اكتشفه عالم ذو عقل جميل عانى من لدغتي فقرر اكتشاف أضرار سمي ومنافعها إلى أن توصل بأبحاثه إلى النتائج التي أخبرتكم بها …

ألا يستحق هذا العالم كل التقدير إذ دفعه الأذى والألم الذي أحس به ليفتش عن الفائدة المرجوة منه إذ لا يوجد أي كائن في هذا الكون كله إلا ويحمل سرا”ومنفعة

فالخير والمنفعة هي الأساس والشر الذي يصدر منا هو ردة فعل على طريقة تعاملنا مع بعضنا .

وهنا يكمن السر .

كنت سعيدا” جدا” من هذا العالم حين اكتشف’سري

وأخذ أجمل ما عندي و نسي ألمه الذي تسببته له

نعم سمي يسبب قتل الكثير لكن بذكاء هذا العالم أنا الآن أحيي الكثير من البشر وأعيدهم لينعلموا بحياة جميلة مليئة بالمغامرات والاكتشافات .

(الكل ينظر باهتمام )…. ويعتذرون جميعا”من سلوكهم الفظ .

الصرصور : أنت رائع يا عقرب واعذرني يا صديقي على قلة تهذيبي ….

كيف عرفت نفسك وأدركت جمالك المخفي هذا !!

حقا” إنك أشد حكمة من الأفعى (….يتلعثم ناظرا” إليها )

(وهي ترتبك ناظرة بانزعاج )

هلا قلت لي ما هو سري وفائدتي بما أنك عقرب حكيم وكشفت لك أسرار هذا الكون أرجوك يا صديقي .

الضفدع :وأنا أرجوك .

الفأرة : وأنا وأنا أرجوك ما فائدتي

النملتان : ونحن قل لنا أرجوك …. البشر لا يحبوننا ولا

يرغبون بوجودنا في منازلهم .

الخنفساء …….

الكل يسأل …

العقرب : يمشي باتزان ويقول : لا ،… لا هذه ليست مهمتي بل أنتم عليكم أن تكتشفوا أسراركم بأنفسكم ..

أ. مجد أحمد البراقي