أتأمل وطني وهو يتماثل إلى السلام
تغرد الطيور في الأماكن ،وتنعم بالأمان
تعشش فوق الأشجار، وفي فوهات المدافع
مؤذنة بحلول الحياة مكان الموت
مبشرة بالربيع الدافئ بعد شتاءات طويلة باردة .
بدأ بؤس الوجوه يتلاشى كما يبدد النور العتمة ويحل محلها .
الخير يعم الأسواق ، أصبح باستطاعة الجميع تناول ما شاء من طعام .
الشوارع مليئة بالناس ، بعد أن كانت لسنوات ساحات حرب
لا يدب فيها سائر إلا في عجالة ورعب .
اليوم عندما بدأت يا وطني تتعافى
صار الناس يضحكون ويسيرون ببطء ويتسامرون
لقد عادوا من جديد ينجبون ……
لقد تعلموا الشغف ……. وأدركوا قيمة الحياة
عرفوا أن سلب الحياة على حين غرة أمر ليس بمحال
لذلك تراهم مقدرين للحظات يومهم أيما تقدير .
يطير قلبي فرحا”كلما رأيت الياسمين يعرش من جديد
ويكسو جدرانك ملبسا” إياها ثوبها الأبيض بعد أن تعرت لوقت طويل .
اسمك ينساب في العروق ، ورسمك في مخيلتي لا يبرح المكان .
أسماء شوارعك وأسماء أولادي بنفس الخانة في قلبي يقبعون .
عندما تعافيت يا وطني غمرني سرور أم كانت يائسة”
من حال ابنها ، ولكنه بمعجزة شفي’ وعاد إلى الحياة بوجه أجمل وأبهى مما كان .

#عائشة-البراقي