رسالة إلى جدي:

جُدْتَ عليَّ بأعذبِ الحبّ وأجودِه، جَدّي يا ناصحي ورفيقيَ الرَّؤوف و قلبَ أمّي الثّاني، تروي لي القصص وتُتعِب نفسكَ في سردِ ما مرَّ معكَ لتزوّدني بالمعرفة، علّي برِفقٍ أعتبر، دونَ أنْ يلوّعني أو يقربَني الألَم .

غَمرةُ حُضنك جدّي تَمدُّني بالأمانْ
وحكاياتك اللّطيفة لخيالي ورودٌ في بستان
أمتنُّ لساعاتِ وقتِكَ التّي تهبني، ولنهر عينيكَ الذي يفيضُ ويعتمرُ بالحَنانْ.
صوتكَ ترنيمات الطّمأنينة ويديكَ مهدُ السَّكينة .
أتعبتكَ الأيَّام ودوَّنتْ على صفحةِ وجهكَ تاريخَ العُمر.
ورغمَ ذلكَ تهدي أرجاءَ الكّون ضحكاتٍ وتَنسى هموماً أرهقتكَ طويلاً .
تقطِفُ لي زهورَ أفراحٍ من حنايا شقائِكْ
أنتَ في صحراءِ هذا العمرِ لي ملاذٌ و مأمَنْ
ولبحرِ خوفي منارةُ هدىً وقُبلةُ حبّ ووطنْ.
قلبكَ جدّي وعيناكَ ويداكَ لي وجودٌ مُترفٌ بالخيرِ والسَّلام وسطَ كونٍ لفَّهُ البُؤس و الضَّجر !!
وحكاياتك جدي أول كتاب قرأناه معاً .
أنتَ أوّل صديق صدوق تغلغَل حبّي لهُ وفي حنايا قلبيَ استقرْ …
أنتَ الصَّديق الوحيد الذي كلَّما خلدْتُ إلى النوم ليلاً
أخافُ أن يضيعَ منّي فأعجزُ عندَ الصّبحِ عليهِ أن أعثرْ .

عائشة أحمد البراقي

حقوق النشر وجميع الحقوق محفوظة لموقع علمني