أوراق من مذكرات رجل ( خاطرة ):

الورقة الأولى :

_ زوجتي في خاطري بعض ما أقوله لك :

أنت بالنسبة لي امرأة عادية، شكلك بات مألوفا” ومملا” !
كلما أستيقظ أراك ، وقبل النوم تكونين آخر ما أنظر إليه، كلما أتناول طعامي تجلسين قبالتي .
نبرة صوتك باتت تزعجني وتصيبني بالغثيان .
الطعام الذي تعدينه حفظت نكهاته كلها ؛
باتت رائحة عطرك باهتة، وذوقك في اللباس لا يعجبني، تسريحة شعرك تقليدية، ولا شيء فيك يجذبني، طريقتك في سرد الأحاديث أبدا لا تشوقني .
لست مضطرا لمتابعة حياتي بهذه الطريقة معك
فأنت لست سر سعادتي .

أوراق من مذكرات رجل ( خاطرة ):

الورقة الثانية :

_ منذ فترة التقيت بفتاة ممشوقة القوام؛ شعرها طويل وتسريحتها عصرية، رائحة عطرها تدغدغ الفؤاد، وصوتها أعذب من صوت قيثارة، سأتزوجها وأنت لك خيار البقاء أو المغادرة .

أوراق من مذكرات رجل ( خاطرة ):

الورقة الثالثة :

_ مضى سنتان على ذهابك، شعور غريب يتملك فؤادي تجاهك، لا أجيد شرحه، أهو شوق أم حنين أم لهفة.
زوجتي الجديدة كانت متصنعة جدا وفارغة، ليست دافئة مثلك، لا تفهمني، ولا تخاف علي كما كنت تفعلين، طبخها رديء ليس له طعم ولا نكهات .
لقد طلقتها فهي لاتطاق .

أوراق من مذكرات رجل ( خاطرة ):

الورقة الرابعة :

_ زوجتي :
في نفسي بعض ما أقوله لك :
يا ذهبي العتيق، يا مأمني وأماني، وسر فرحي واطمئناني .
فرطت بك بكل بلاهة، واستبدلتك بامرأة لاتفقه من الحياة إلا زيف المظاهر .
أنا نادم على التخلي عنك حد الانهيار
أعرف تماما” أنك لن تسامحيني ولن تعودي لي وهذا حقك .
أستحق منك كل هذا العقاب، فأنا رجلك الغبي الخائن .
اليوم عرفت بأنك كنت مألوفة كعناقيد العنب المتدلية من عريشة بيتنا الجميلة، رغم أنك حلوة و مذهلة .
افتقدتك كما افتقدت شجرة التوت الضخمة عندما اقتلعوها من أمام منزلنا، شجرة التوت التي ما كنا نفكر بوجودها أصلا” ولكن عندما اقتلعت هزت الكارثة قلوبنا حزنا وأسى …..
محاولاتي الفاشلة في إعادتك جعلتني أدرك بأن’ حياتي قد انتهت، وفي قلبي الكثير مما أقوله لك عن حبي وافتتاني، وكم أحب الطعام الذي تعدينه،
كم أعشق صوتك، وحديثك كم يشوقني
وكم كان يطرب قلبي عند مناداتك لي باسمي .
يا الله كم اشتقت لاسمي من فمك العذب !
وكيف كانت شمس وجهك تشرق علي’ عند الصبح فأتوضأ من محياك .
سامحيني يا فرحة الروح على ما فرطت من حبي .

أوراق من مذكرات رجل ( خاطرة ):

الورقة الخامسة :

_ تاهت روحي بحثا عنك ولن يريحها إلا قربك أو الخلاص .
الوداع يا مهجة الروح، ليس لدي ما أهديك إياه قبل غيابي إلا خيبتي ودفتر مذكراتي ……..

عائشة أحمد البراقي

حقوق النشر وجميع الحقوق محفوظة لموقع علمني