حتام تغفل:

اسم الشّاعر: جميل صدقي الزّهاوي.

___ جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزّهاوي، شاعر من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهوَ علم من أعلام الشّعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التّفكير العلمي والنّهج الفلسفي، ولدَ وتوفيَ في مدينة بغداد، كانَ أبوهُ مُفتياً، وبيتُه بيت علم ووجاهة في العِراق، وُلدَ في العراق_ بغداد عام 1863م، وتوفيَ فيها عام 1936م، ألّف عدداً منَ الكُتُب منها: __ الجاذبيّة وتعليلُها، __ الكَلِمُ المنظوم، __ الفجر الصّادق في الرّد على منكري التوسُّل والكرامات والخوارق، وهو من العرق الكردي.

الشاعر جميل صدقي الزهاوي

نص القصيدة:

ألا فانتبه للأمرِ حتّامَ تغفلُ أما علَّمتكَ الحالُ ما كنتَ تجهلُ

أغِث بلداً منها نشأتَ فقد عدت عليها عوادٍ للدّمارِ تُعجّلُ

أما من ظهيرٍ يعضدُ الحقَّ عزمهُ فقد جعلت أركانُهُ تتزلزلُ

وما رابني إلّا غرارةُ فتيةٍ تُؤمّلُ إصلاحاً ولا تتأمّلُ

وما هيَ إلّا دولةٌ همجيّةٌ تسوسُ بما يقضي هواها وتعملُ

فترفعُ بالإعزازِ من كانَ جاهلاً وتخفِضُ بالإذلالِ مَن كانَ يعقِلُ

وما فئةُ الإصلاحِ إلّا كبارقٍ يغرُّكَ بالقَطْرِ الذي ليسَ يهطلُ

لهم أثرٌ للجورِ في كلِّ بلدةٍ يُمثِّلُ من أطماعهم ما يمثِّلُ

فطالت إلى سوريّة يدُ عسفهم تُحمّلُها ما لم تكُن تتحمَّلُ

وكم نبغَت فيها رجالٌ أفاضِلٌ فلمّا دهاها العسفُ عنها ترحَّلوا

وبغدادُ دارُ العِلمِ قد أصبحت بهم يهدّدها داءٌ منَ الجَّهلِ مُعضلُ

شريفٌ يُنحَّى عن مواطنِ عزِّهِ وآخر حرٌّ بالحديدِ يكبَّلُ

إذا سكتَ الإنسانُ فالهمُّ والأسى وإنْ هوَ لم يسكُتْ فموتٌ مُعجَّلُ

الفكرة العامة للقصيدة: الحض على مقاومة العثمانيين وفضح ممارساتهم .

1- ألا فانتبه للأمر حتام تغفل ؟!
                           أما علَّمتك الحال ما كنت تجهل؟!
الشرح : أيُّها العربي استيقظ من غفلتك، وتعلم من واقعك ما أنت جاهل به.
الفكرة: الدعوة إلى ترك الغفلة
الشعور : استياء – ألم.

2- أغث بلداً منها نشأت فقد عدت
                                        عليها عوادٍ للدّمار تُعجّل
الشرح : أنقذ وطنك الذي ولدت فيه، فقد حلَّت به المصائِب المُدمِّرة.
الفكرة: الدَّعوة إلى إنقاذ البلاد من الخطر.
الشعور: خوف – ألم

3- أما من ظهير يعضد الحقَّ عزمه
                                     فقد جعلت أركانه تتزلزل
الشرح: هل من معين ينصر الحق بقوَّته؟ فقد بدأت دعائمه تنهار.
الفكرة: الدَّعوة إلى نصرة الحق
الشعور: خوف – ألم

4- وما رابني إلا غرارة فتيةٍ
                                     تؤمِّل إصلاحاً ولا تتأمَّل
الشرح: وما أقلقني وأزعجني إلا غفلة شبّان ينتظرون الخير من عدوّهم، وهم لا يفكّرون.
الفكرة: استنكار غفلة الشبَّان
الشعور : استياء – ألم

5- وما هي إلا دولةٌ همجيّةٌ
                            تسوسُ بما يقضي هواها وتعمل
الشرح: إنَّها دولة ظالمة بعيدة عن القانون وعن العدل كلّ البعد، تحكم الناس بإرادتها لا بإرادتهم وبحسب مصالحها لا مصالحهم .
الفكرة: استنكار همجية العثمانيين
الشعور: استياء – ألم

حتام تغفل:

6- فترفع بالإعزاز من كان جاهلاً
                             وتخفض بالإذلال من كان يعقل
الشرح: إنَّها دولة تعلي شأن الجّاهل، وتذلُّ العالم العاقل.
الفكرة: إعزاز الجُّهلاء وإذلال العقلاء
الشعور: ألم

7- وما فئة الإصلاح إلا كبارقٍ
                               يغرُّك بالقطر الذي ليس يهطل
الشرح : إن وعود العثمانيين بالإصلاح مثل غيمة كثيرة البرق عديمة المطر.
الفكرة : كشف زيف إصلاحات العثمانيين.
الشعور : استياء – ألم.

8- لهم أثر للجور في كل بلدة
                                 يمثِّل من أطماعهم ما يمثل
الشرح: إن ظلم العثمانيين منتشر في كل مكان، وهو دليل على جشعهم وطمعهم .
الفكرة : انتشار ظلم العثمانيين.
الشعور : ألم – كره- غضب.

9- فطالَت إلى سوريّة يدُ عسفهم
                                      تحمِّلها ما لم تكن تتحمَّل
الشرح: امتد ظلم العثمانيين إلى الشَّام التي تعرَّضت لأذى كبير لا يطاق.
الفكرة: معاناة سورية من ظلم العثمانيين.
الشعور : ألم – حسرة

10- وكم نبغت فيها رجال أفاضلٌ
                              فلمَّا دهاها العسف عنها ترحلوا
الشرح: وفيها رجال علم تميَّزوا بوعيهم وفضلهم ولكن ظلم الأتراك أجبرهم على الرَّحيل.
الفكرة : التَّنكيل برجال العلم.
الشعور : ألم – حسرة.

11- وبغداد دار العلم قد أصبحت بهم
                                يهددها داء من الجَّهل معضل
الشرح: وبغداد التي كانت مركز العلوم، ها هي ذي تعاني من جهل دائم.
الفكرة : انتشار الجّهل في بغداد.
الشعور :  ألم – حسرة.

12- شريف ينحَّى عن مواطن عزّه
                                        وآخر حرٌّ بالحديد يكبَّل
الشرح: يعمل الأتراك على عزل الشُّرفاء من مناصبهم وتقييد الأحرار بالسَّلاسل
الفكرة: إذلال الكِرام وأسر الأحرار.
الشعور : ألم – حسرة.

13- إذا سكتَ الإنسانُ فالهَمُّ والأسى
                            وإن هو لم يسكتْ فموتٌ معجَّلُ
الشرح: إذا صمت الإنسان نال نصيبه من القهر، وإن لم يصمت تعرَّض للموت والهلاك.
الفكرة : دور العثمانيين في كمِّ الأفواه.
الشعور : ألم – كره.