
موضوع عن حبّ الوطن:
السؤال: أكتب قصّة تعبّر فيها عن حبّ الوطن، مستعملاً المفردات الفصيحة، والتراكيب المعبّرة عن المعنى، مُستوفياً عناصرَ القصّة التي تعلّمتها.
الموضوع:
في إحدى القُرى النّائية، كانَ يوجد بيتٌ ريفيٌّ صغيرٌ يقعُ على أطرافِ القرية، تسكن فيه امرأة وابنها كانا يعملانِ في صنع المعجّنات، يستيقظانِ في الصّباح الباكر ليصنعا المعجّنات ثمَّ يتوجّهان إلى السوق والمحلّات لتوزيعها وبيعها، وفي أحد الأيّام الخريفيّة الباردة كانت الأمُّ منشغلةً في عملها، وفجأةً توجهت مجموعةً من الشّبّان باتجاه منزل أم محمد ، فاستغربت وانتابها شعور بالقلق، وعندما وصلوا نهضت لتكلِّمهم، سألها أحدهم: هل هذا منزلُ محمّد؟ فأجابتهُ باستغراب: نعم، لماذا تسأل؟
فأجابها: هناك مجموعة من الغرباء قد تسللوا إلى بلدنا وقد اتفقنا على تأسيس جيش للوقوف في وجههم وردعهم،
وعندما سمعت ما قاله تغرغرت عيناها بالدّموع.
فبادرها أحدهم بالسُّؤال: هل هو هنا؟
أوشكت أن تُجيبَ بالنّفي، ولكنَّ مجيء محمد فجأةً أوقفها عن الكلام، قالَ محمد: أجل أنا هنا، نظرت إليه أمّه بحزنٍ قائلةً: لماذا خرجت يا بُني؟!
فأجابها: يا أمّي أنتِ من ربيتني على حبِّ الوطن والدّفاع عنهُ، لذلكَ لا بدَّ من التحاقي بمجموعة الأبطال تلك للذود عن بلدي فالواجب يناديني.
قالت الأمُّ والدّموعُ تنهمرُ من عينيها، كما لو أنها غيوم تمطر بغزارة، ولكنّني أخشى أن يصيبكَ مكروهٌ يا بني،
ردَّ عليها: لا تقلقي يا أمّي لن أُطيلَ الغيابَ عنكِ، وحضنها بشدّة، ثمَّ غادرَها مودّعاً، وعندما ابتعد أجهشت بالبكاء وسقطت على الأرض منهارة.
وفي كلّ صباح كانت تنهض من فراشها وتبدأ بعملها وطوال الوقت كانت تفكّر بابنها وتنتظر عودته بفارغ الصَّبر، في الأيام الأولى لغياب ابنها كانَ شعور الملل يسيطر عليها، ومع الوقت اعتادت على الوحدة، ولكنَّ شعور الشّوق لمحمد كان لا يفارق قلبها.
بعد مضيّ شهور كانت تعمل أمام منزلها فرأت شاباً يرتدي لباساً عسكريّاً قادماً باتجاهها، طارَ قلبها فرحاً ظنّته محمد ولكن عندما اقترب تبين لها بأنّه ليسَ هو، ألقى الشَّاب عليها التحيّة وسألها: هل أنت أم محمّد يا خالة فأجابت: نعم، تسارعت دقّات قلبها، وملأ الخوف أوصالها سألته من أنت أخبرني هل أصاب ابني مكروه، هل استشهد قل لي يا بني؟
قال الشّاب اطمئني يا خالتي، محمد بخير لكنه أُصيبَ أثناء اشتباكنا مع العدو وهو الآن في المستشفى.
راحت تبكي وتصرخ والكلام يخرج مختنقاً أخبرني ما إصابته، طلب الشَّاب منها مرافقته إلى المشفى للاطمئنان على محمد بنفسها، ففعلت.
وعندما دخلت إلى المستشفى رأت ابنها مستلقٍ على السرير و علائم التعب والشُّحوب باديةً عليه، اتجهت نحوه مسرعةً وحضنته بشوق كبير فلاحظت شيئاً غريباً أدركت الأمر بسرعة لقد بترت يد محمد وساقه، أصابها الذُّهول لحظةً ثمَّ انفجرت بالبكاء والنّواح، حاول محمّد تهدئتها، وقال لها يا أمي لقد استشهد بعضُ رفاقي في نفس العدوان وأنا كان قدري أن أبقى على قيد الحياة، أمّا عن يدي وساقي اللتين خسرتهما فهما فداءً لوطني الغالي، الذي يستحق أرواحنا ودماءنا.

عاد محمد إلى منزله بعد خروجه من المشفى، وأمضى بقية حياته مع أمه، هي تصنع المعجّنات وهو يبيعها، وكان الجميع يحبونَهُ ويعتبرونه رمز الشّجاعة والتضحية وحب الوطن.
كتابة الطالبة خزامى قائد محسن ___ مدرسة إبراهيم زينب الإعدادية__ مصياف