الفقير المحظوظ

 

تأليف الطالبة : سارة محمد العبيدلي

من قصص البحث العلمي

(تعزيز القيم لدى الطالبات من خلال القيم )

          يحكى أن هناك فقيرًا يعيش مع زوجته و ابنه الصغير عبدالله في كوخ صغير ، يبحث عن عمل بسيط ينفق منه على أسرته ، فعمل مزارعًا في مزرعة الملك ، و كان ينهض كل يوم مبكرًا و يحمل فأسه على ظهره و يتوجه إلى عمله بجد و نشاط ، فيحرث الأرض ، و ينثر البذور ، و يسقي الأرض بالماء ، و مع مرور الأيام بدأ التفاح بالنضوج و حان قطفه ، فذهب المزارع و أحضر سلته ، في هذا الوقت دخل الملك المزرعة ليتفقدها و رأى المزارع أبو عبدالله واقفاً عند شجرة التفاح ، فذهب إليه و ألقى عليه التحية فرد عليه أبو عبدالله : وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، فمد يده و قطف تفاحة و قدمها إلى الملك و قال له : تفضل يا مولاي هذه أول ثمرة من مزرعتك أقدمها لك ، فضحك الملك بصوت عال : ههههه هذا طعام الفقراء و ليس طعام الأغنياء ، فخذها لك . وانصرف الملك ، فغضب المزارع أبو عبدالله وحزن من كلام الملك ، وقال في نفسه : سوف أقدمها لعائلتي الجميلة . فعاد المزارع أبو عبدالله إلى كوخه وهو فرح بما يحمله في يده ، و أخذ ينادي : يا أم عبدالله ، يا أم عبدالله ، فجاءت إليه زوجته و قالت : ما بك يا زوجي العزيز ؟ فقال لها : انظري ماذا أحضرت لك ! فقالت له : يا لها من فاكهة جميلة سوف اغسلها و أقطعها لنأكلها ، فأمسكت بالسكين لتقطعها لكنها لا تنقطع ! حاولت مرة أخرى لكن دون جدوى ! فتعجبت أم عبدالله فاستعانت بزوجها الذي حاول بدوره ولم يستطع قطعها ، و أخذ ينظر إليها متعجبًا ! فقال له ابنه عبدالله : أبي أبي أعطني هذه التفاحة أريد أن آكلها ، فقدمها له والده و لكنها سقطت من يده و انكسرت ، و كان بداخلها قطع نقدية و مجوهرات ،  فاندهشت العائلة مما رأت ! و عرفت أن التفاحة لم تكن حقيقية ! فقالت أم عبدالله : يبدو أن أحدهم قد علقها على الشجرة ، و هذا رزق من الله لنا ، ففرحت العائلة و بدأت تخطط لحياتها الجديدة ، و غادر المزارع و أسرته القصر ، و اشتريا بيتًا جديدًا ، و أصبح أبو عبدالله تاجرًا معروفًا وعاشت الأسرة حياة كريمة و سعيدة ، في هذا الوقت وصلت أخبار أبو عبدالله إلى الملك و أمر الملك بمقابلة أبو عبدالله فلبى دعوة الملك و ذهب إليه و قال له الملك : من أين لك هذا يا أبا عبدالله ؟ فابتسم أبو عبدالله وقال : أتذكر أيها الملك أول تفاحة قطفتها من مزرعتك و قدمتها لك و أنت رفضت أخذها ، لأنها طعام الفقراء ! فضحك الملك وقال : هل أكلتها و أصبحت غنيًا ههههه ؟ فقال أبو عبدالله : لقد كانت تحمل بداخلها كنزًا ثمينًا جعلني تاجرًا ، فانصرف أبو عبدالله ، و تفاجأ الملك مما قاله أبو عبدالله و ندم ندمًا شديدًا على تكبره و سخريته من الفقراء .

لا تسخر من الآخرين ، فلعل حالكما ينقلب وتصبح مكانه