أول من عرف المسرح:

الشّائع أنّ بدايات المسرح كانت عندَ اليونانيين القدماء، لكنّ الدراسات الأثريّة جاءت بدلائل شبه قاطعة إلى أنّ المسرح كانَ موجوداً لدى شعوب أخرى قبلَ اليونانيين بفترةٍ كبيرة قبلَ القرن الخامس قبلَ الميلاد، حيث تعود إلى فترة أبعد من ذلكَ بكثير إلى 2500 قبلَ الميلاد.

استقى أحد العلماء الفرنسيين ويدعى ( بنيديت ) مادّةَ كتابه عن حضارة مصر القديمة من دراسته للنُّقوش الهيروغليفيّة، ومن الكتابات التي وُجدت على أوراق البُردي أو على جدران المعابد المصريّة خرجَ بنيديت بنتيجةٍ

مفادها: أنّ طقوس العبادة التي كانت تمارَس في مصر القديمة كانت تمثّل، وأنّ الحالة التي عاشها العالم في الجهة اليونانيّة كانت موجودة لدى المصريين قبلَ وجودها لدى

اليونانيين، وقيام الكهنة وبعض المريدين بتمثيل أحداث حكاية ( الإله المعذّب ) وتكرير ذلكَ في أوقات معيّنة ولا سيّما في عيد ( قيامة الإله ) عيد شم النّسيم في هذه الأيّام، وتمارس مجموعة منَ الطّقوس ربّما انتقلت إلى حالة مسرحيّة مرتبطة بالدّين كما حدثَ في اليونان القديمة أيضاً، ممَّا يعني أنّ ثمّةَ احتمالاً لقيام فن مسرحي مُرتبط بالدّين على مستوى النّشأة على الأقل.

كذلكَ رأى العالِم الألماني ( كورت سيت ) و العالِم ( شيفر ) و(جون جاسنر ) و(الأب دريوتون) والمؤرج الكبير (بلوتارك) أنّ المسرح ظهرَ في مصر قبل اليونان بوقت طويلٍ جداً والمؤرّخ الكبير بلورتاك وصفَ كيفَ كانت قصّة أوزيريس تمثّل في مصر القديمة، وبناءً على هذا، فإنّ المسرح المصري القديم نشأَ وترعرعَ وشاخَ وماتَ في أحضانِ الدّين.