قيلَ للأحنف بن قيس ممن تعلمتَ الحلم؟

قالَ: من رجلٍ يُقال لهُ معن بنُ زائدة

فقالوا لهُ وما خبر معن؟

قالَ: كانَ معنُ قد أسنّ ولم يُرزق، ثمَّ تزوّجَ امرأة غريبةً فرزقَ منها بولد

فجاءَ الولدُ فصيحاً شاباً وكانَ لهُ ابنُ عمّ يكاد يأكلُ بعضهُ بعضاً منَ الحسدِ والغيرة فبارزهُ

مرّةً يتدرّبان فقتله،

فاقتيدَ  القاتلُ والمَّقتول إلى معن بن زائدة؛ فكانَ معنُ يكلّمُ النّاسَ فما استدارَ إليهم وابنهُ قتيلٌ حتى

أتمّ كلامَهُ، فلمَّا فرغَ من كلامه قالَ لهم ما الخبر؟

قالوا: يا معنُ هذا ابنُ أخيكَ قد قتلَ ابنك.

فنظرَ إليهِ وقال:اعلمْ يا بنَ أخي أنّكَ أنقصتَ عددك، وقسمتَ ظهرك، وشمّتّ الأعداءَ فيك،

أمّا ولدي فخذوه فادفنوه، واعطوا أمّهُ مئةَ ناقةٍ ديّتهُ فإنّها غريبةٌ في الدّار

فخرجَ ابنُ أخِ  معنٍ إلى خيمتهِ لا يَبرحها ثلاثةَ أشهرٍوهوَيفكّرُ في كلماتِ عمّه

حتّى أصابتهُ الحمّى فقتلتهُ، فقالتْ العربُ قتلَ معنٌ ابنَ أخيهِ بالحلم ……..