_ هل طفل الشلل الدماغي لا فائدة من علاجه ؟

من المفاهيم الخاطئة و المنتشرة في بعض الثقافات أن الطفل المصاب بالشلل الدماغي لا أمل من علاجه وأن عملية التأهيل هي مجرد هدر للوقت و الجهد و المال.

قد يكون سبب انتشار هذه الفكرة هو عدم توافر مراكز متخصصة في علاج الشلل الدماغي أو عدم وعي الناس في بعض الأماكن عن هذه الحالة وطبيعتها و أنهم لا يعرفون معنى كلمة (علاج) إلا بتفسيرها عن طريق دواء يتعاطاه المريض بالشراب أو الحقن أو اجراء عملية جراحية .
وقد يكون السبب الآخر لهذا الاعتقاد أن عملية علاج الشلل الدماغي تحتاج الى وقت وصبر والنتيجة ليست لحظية؛ كأن يتعاطى أحد دواء ليتخلص من الصداع مثلا، بل إنه لا يمكن ملاحظة التحسن – بسبب الاعتياد على الحالة خلال فترة التأهيل- إلا عن طريق تقييم حالة الطفل كل فترة وقياس مدى التقدم الذي حققه أو عن طريق تصوير قدرات الطفل قبل العلاج وبعده.

وسبب آخر نتج عنه هذا المفهوم الخاطئ أن المقصود بالعلاج هو جعل قدرات الطفل مثله مثل الأطفال العاديين.

جميع أطفال الشلل الدماغي يحتاجون الى علاج ويستجيبون له مهما كانت حالتهم.

_ هل طفل الشلل الدماغي لا فائدة من علاجه ؟

_ ما هو تعريفنا لكلمة (علاج) ؟

_ العلاج هو اكساب الطفل لقدرات جديدة لم تكن عنده من قبل، و توجيهه في مسار اعتماده على ذاته قدر الإمكان وتجنيبه الأضرار الناتجة عن تركه بدون علاج والتي سوف تؤدي إلى تدهور حالته مع تقدمه في العمر وهذا هو الممكن وليس المستحيل .

_ هل طفل الشلل الدماغي لا فائدة من علاجه ؟

إذا” إن تعريف العلاج يختلف من طفل لآخر وبالتالي فأهداف العلاج أيضا تختلف.

فقدرات الطفل الحركية تختلف من طفل لآخر .. لذا فالهدف من العلاج يختلف من طفل إلى آخر،هناك طفل مصاب يستطيع المشي بمفرده و بدون مساعدة ولكن يحتاج الى علاج لتحقيق هدف أن يسير باتزان و تعديل نسق الحركة لديه، وهناك طفل آخر لا يستطيع الحركة أو التحكم في رأسه، فيكون الهدف القريب من العلاج هو تحسين قدرته على التحكم برأسه حتى لا يعاني من صعوبة في تناول الأكل و الشراب و يتمكن من التقليب ليستكشف ويرى البيئة من حوله و التواصل مع الآخرين لتنمية قدراته الذهنية والتي ستشجعه على التفكير في الحركة وتجنيبه المشاكل الناتجة من النوم على الفراش بدون حركة والتي قد تسبب له قرح فراش و مشاكل في الجهاز التنفسي تهدد حياته.
وعند تحقيقه لهذه الأهداف القريبة يمكن بعد ذلك وضع أهداف أخرى وهكذا.

الخلاصة، جميع الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بحاجة ماسة الى العلاج الطبيعي و التأهيل.