الفرق بين كلمة العرب والأعراب:

من روائع الشيخ محمد الغزالي رحمه الله

ماذا تعني كلمة عرب ؟

ذُكر أن كلمة ( عربي ) تعني : التمام والكمال والخلو من النقص والعيب، وليس لها علاقة بالعرب كقومية.
فكلمة ( قرآناً عربياً ) تعني: قرآناً تاماً في الفصاحة والبلاغة والبيان، خالياً من النقص والعيب.
وتفسير كلمة ( عُرُبَاً ): بضم العين والراء وفتح الباء، والتي وردت كصفة للحور العين في قوله تعالى: ( فجعلناهن أبكارا عُرباً أتراباً لأصحاب اليمين )

فُوصفت الحور بالتمام في الحُسن والكلام والخلو من العيب والنقص.

أما ( الأعراب ): الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم على سبيل الذم، ليسوا هم سكان البادية، لأن القرآن الكريم أرفع وأسمى من أن يذم الناس من منطلق عِرقي أو عُنصري، ولو كان المقصود بالأعراب: سكان البادية، لوصفهم الله سبحانه وتعالى بالبدو كما جاء على لسان يوسف:
قال تعالى: ( وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي )

إذن من هم الأعراب الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم؟

إن ألف التعدي الزائدة في كلمة ( الأعراب ) قد نقلت المعنى إلى النقيض كما في كلمة:
قَسَط: ظَلَم
أقسَط: أعدل
عَرَب: تم وخلا من العيب
أعَرَب: نقص وشمله العيب.
فالأعراب: هم مجموعة تتصف بصفة النقص في الدين والإيمان.
قال تعالى: ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )

اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم ، ليست هي لغة بشرية ، بل هي لغة السماء ، التي علّم الله بها آدم الأسماء كلها ، ثم هبط بها إلى الأرض
، وكانت هي لغة التواصل بين البشر.