صلاة الوتر

“إن الله وتر . . يحب الوتر”عن ابن عمرَ رضيَ الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً. (متفق عليه)والوتر سنة مؤكدة حثَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم ورغَّب فيه. فعن عليّ رضي الله عنه أنَّه قال: إنَّ الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة، ولكنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أوتر، ثمَّ قال: يا أهل القرآن أوتروا فإنَّ الله وترٌ يحب الوتر.(رواه أحمد وأصحاب السنن وحسنه الترمذي) ولم يكن صلَّى الله عليه وسلم يدعُها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضحٌ على أهميَّتها.وقد أجمعَ العلماء على أنَّ وقت الوتر لا يدخل إلا بعدَ صلاةِ العِشاء، وأنَّه يمتد إلى الفجر؛ فعن أبي بصرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله زادكم صلاة فصلُّوها بين العشاء والفجر. (رواه أحمد) ومنَ الأفضل تأخير فعلها إلى آخر الليل، وذلك لمن وثق فى استيقاظه لحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: من خاف أن لا يقوم آخر الليل، فليوتر أوَّله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإنَّ صلاة آخر الليل مشهودة، وذلكَ أفضل. (أخرجه مسلم) عدد الرّكعاتوليس للوتر ركعات معينة، وإنما أقلّه ركعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: الوتر ركعة من آخر الليل (رواه مسلم) .ولا يكره الوتر بواحدة لقوله صلى الله عليه وسلم: ومن أحب أن يوتر بواحدة، فليفعل (أخرجه أبو داود) .وأفضل الوتر إحدى عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى ويوتر بواحدة، لقول عائشةَ رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة. وفي لفظ يسلِّم بين كلّ ركعتين ويوتر بواحدة (أخرجه مسلم) .ويصح أكثر من ثلاث عشرة ركعة. ولكن يختمهن بوتر كما جاء في الحديث: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصُّبح أوتر بواحدة. (أخرجه البخاري) ويسن للمصلي أن يقرأ في الرّكعة الأولى من الوتر سبّح اسم ربك الأعلى وفي الركعة الثانية قل ياأيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين.لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الرّكعة الأولى ب سبّح اسم ربك الأعلى وفي الثّانية قل ياأيها الكافرون وفي الثَّالثة قل هو الله أحد والمعوذتين.(أخرجه الترمذي) القنوت في الوترويستحب القنوت في الوتر وليس بواجب، والدليل على ذلك: أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقنت في ركعة الوتر ولم يفعله إلا قليلاً.وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علمَني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهمّ أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنَّه لا يذل من واليت، تباركتَ ربَّنا وتعاليت.( أخرجه أبو داود )والقنوت في الوتر يكون في الركعة الأخيرة من الوتر بعدَ الفَراغ من القراءة وقبل الرُّكوع، كما يصح بعد الرَّفع من الركوع، وكلَّها قد ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم.وقد ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية قضاء الوتر؛ فقد جاءَ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نامَ عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره. (أخرجه أبو داود) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر.(أخرجه الحاكم) وقضاء صلاة الوتر يكون شِفْعاً، أي ركعتين ركعتين. فمن كان يُوتِر بواحدة فنامَ عن وتره أو نسيه، فإنه يُقضي الوتر من النهار ركعتين. ومن كان يُوتِر بِثلاث ركعات، فإنَّه يُقضي الوتر من النهار أربع ركعات وهكذا ….ويكون وقت قضاء الوتر وقت صلاة الضُّحى، أي من بعد طلوع الشَّمس وارتفاعها بقدر رُمح، وهو يُقدّر بعشر دقائق إلى ربع ساعة تقريباً إلى قبيل أذان الظهر بعشر دقائق تقريباً فهذا هو وقت صلاة الضحى، وهو وقت قضاء صلاة الوتر. ودليل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: من نامَ عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كُتِبَ له كأنما قرأه من الليل. (رواه البخاري ومسلم) وفي حديث عائشة رضي الله عنها: كان إذا نام من الليل أو مرضَ صلَّى منَ النَّهار اثِنْتَي عشرةَ ركعة . (رواه مسلم) وذلكَ لأنَّه عليه الصلاة والسلام كانَ يُوتِر بثلاث عشرة ركعة، فإذا قضاها منَ النَّهار صلاَّها شَفعاً، أي اثنْتي عشرةَ ركعةً.٠