سن اليأس المبكّر

يكون اليأس مبكراً إذا حدثَ قبلَ سن الأربعين؛ ويمكن أن ينتج ذلكَ عن:

1_ استئصال المبيضين بالجراحة.

2_ تناول بعض الأدوية أو الخضوع لعلاج كيميائي.

3_ صدمة نفسيّة بسبب حادث نتيجة الطَّلاق أو الموت، هذهِ الحالة نادرة الحدوث.

في هذه الحالات من سن اليأس المبكّر يتم العلاج التعويضي بواسطة مركَّبات البروجسترون لتفادي استمرار العوَز الهورموني لفترةٍ طويلة.

بماذا يتميَّز سن اليأس على الصَّعيد الهورموني؟

يصيب سن اليّأس الحياة التناسليّة بسبب توقّف الوظائف المرتبطة بالتّناسل.

توقّف عمل المبيضَين: إنَّ توقّف العمل المبيَضي يدلّ على:

___ نهاية الإباضة: من بين 400،000 خليَّة أنثويّة تناسليّة توجد في المبيض عندَ الولادة هناكَ حوالي 400 خليَّة فقط ( بنسبة 1000/ 1 ) تصلُ إلى مرحلة النّضج والتحوّل إلى بويضة قابلة للتلقيح.

أي أنَّ 99,9 % منَ الخلايا الأنثوية تموت في مراحل مختلفة.

في لحظة سن اليأس لا يوجد أي خليَّة تناسليَّة في المبيض ويكون العقم كاملاً.

___ نهاية الإفرازات الهورمونيَّة: معَ توقُّف الإباضة يتوقَّف إفراز البروجسترون. يستمر إفراز الإستروجين لبعض الوقت ثمَّ يتوقّف بدوره.

____ نهاية الحيض: يمكن أن يتوقَّف الحيض فجأةً، ولكنهُ في مُعظم الأحيان يحدثُ بالتّدريج ومن خلال دورات غير مُنتظمة.

يتأكَّد سن اليأس بعدَ مرور سنة على توقُّف الحَيض كُلياً.

____ زيادة إفراز الهورمونات النّخاميّة: تستمر الغُدَّة النُخاميّة في إفراز هورمونَي FSH و LH لتنشيط الجريبات المبيضيَّة، ولكن المبيض لا يستجيب لهذا التَّحريض لأنَّهُ لم يعُد يحتوي على بويضات.

ينجُمُ عن ذلكَ زيادة في نشاط الغدّة النُخاميَّة وارتفاع نسبة هورموناتها في الدَّم والبول.

____ هذا الإفراز المُفرِط يُؤثّر على غدد أُخرى مثل الغُدَّة الدّرقيّة، ويسبّبُ اضطرابات مُختلفة.

ما هي الاضطرابات المُرتبطة بسن اليأس؟

إنَّ الاضطرابات الأولى المُرتبطة باليّأس سواء كانت جسديَّة أو نفسيّة تُعتبرُ انتقاليّة.

فالأعضاء ستتكيَّفُ معَ فقد الهورمونات المُهمّة وتمتلكُ توازناً جديداً.

1_ الاضطرابات الجسديَّة:

لا تؤثّرُ الهورمونات المبيضيّة على الأعضاء التناسليّة فقط، بل تؤثّر أيضاً على مجملِ وظائف الجّسم.

2_ هبّات الحرارة:

الهبّات الحراريّة هيَ التّجليات الأكثر ظهوراً في بداية مرحلة سن اليأس.

ليسَ لهذهِ الهبَّات عواقب فيزيولوجيّة مهمَّة ولكنّها تعوّق النّشاط الطبيعي للمرأة لانَّها تحدث في أيّ وقت منَ النّهار أو الليل، خلالَ دقيقتين يحمرّ الوجه والعُنُق ويتصبّبُ منهما العرَق.

الهبّات الحراريّة كثيرة الشُّيوع إذ تُصيب ثلاث نِساء من كل أربع، وتختلفُ شدَّتها من امرأة إلى أُخرى، فهيَ هبَّاتٌ خفيفة لدى مُعظمِ النّساء، تتجلّى من خلال إحساس بالحرارة يُصاحبُهُ أو لايُصاحبُهُ احمرار الوجه.

لدى 10 % منَ النّساء، تكون الهبَّات قويَّة يُصاحبها حالة مُزعجة من تصبّبِ العرَق في الليل.

أحياناً تظهرُ الهبَّات الحراريّة قبلَ توقُّف الحَيض نهائيّاً، ولكنَّها غالباً ما تحدث بعدَ بضعةِ شهورٍ منَ الحَيض الأخير.

يستمرّ حدوثها على مدى سنتين إلى خمس سنوات إذا لم تأخذ المرأة أدوية خاصَّة بالتّعويض عن نقص البروجسترون.

تكون الهبّات الحراريّة طارئة غير متوقَّعة، يكفي لحدوثها انفعال بسيط على أثر مفاجأة أو ضغط نفسي.

للتقليل منَ الهبّات الحراريّة ينبغي تجنُّب المنبّهات من مثل المشروبات الكّحوليّة، التّدخين، القهوة والشَّاي، والأطعمة المُضاف إليها بهارات.

تسبّبُ الهبَّات الحراريَّة معاناة فعليَّة، لذلكَ يجب تناول بعض المُسكّنات إضافةً إلى العلاج الهورموني.

بالإضافة إلى العلاج المنظّم بالهورمونات والحرارة فإنَّ العلاج بالإبر ( الوخز ) أو بأُسلوب الطب التجانسي ( معالجة الدّاء بالدَّاء) Homeopathie يمكن أن يُعطي نتائج جيّدة، كذلكَ ويُنصحُ بتناول الأطعمة الغنيّة بفيتامين ( C) و ( E) وهُما موجودان بوفرة في الثّمار الطَّازجة والفاكهة الخضراء.

3__ التّعب:

هو أكثر أعراض سن اليأس انتشاراً إذ يُصيبُ النّساء بنسبة تزيد على واحدة من كل اثنتين.

يُمكنُ أن يظهرَ التّعب بأشكال عِدّة:

_ إحساس شديد بالتَّعب عندَ الصَّباح على الرّغم من مرور ليل عادي.

_ تصلُّب العضلات والمفاصل معَ الإحساس بالألم عندَ النّهوض منَ النَّوم.

_ نوبات منَ التّعَب المُفاجئ طوال اليوم.

_ انخفاض الحيويّة بوجه عام.

_ لزوم وقت طويل لاستعادة النّشاط.

4_ زيادة الوزن:

هذهِ هيَ المُشكلة الأكثر حدوثاً والأكثر إزعاجاً للمرأة لأنّها تُقرّبُ مظهرها العام منَ الشَّيخوخة.

إنَّ اختلال التّوازن بينَ البروجسترون والاستروجين في فترة ما قبلَ سن اليأس يؤَدّي إلى احتباس الماء في خلايا الجّسم.

كذلكَ فإنَّ الأدوية المُعالجة لهذا الاختلال تزيدُ الشهيَّة إلى الطَّعام، من هنا يزيد وزن المرأة بضع كيلو غرامات قبلَ سن اليأس.

معَ حلول سن اليأس تتضاعف الزّيادة في الوزن، إذ تميلُ المرأة إلى الإكثار منَ السُّكّريات كنوع منَ التعويض عن المُشكلات المُرتبطة بسن اليّأس.

إنَّ زيادة الوزن في هذه المرحلة ترتبطُ بعوامل هورمونيّة كما ترتبط بعامل التّقدُّم في السّن، فمعَ التّقدّم في السّن تتناقص حاجة الجّسم إلى الحريرات ويخفّ نشاطه، إنَّ زيادة الطَّعام

( الحريرات ) معَ تناقص النّشاط يؤدي إلى زيادة الوزن.

بعضُ النّساء يزيدُ وزنهنّ في هذه الفترة حوالي كيلوغرامين بينما يزيدُ وزنُ أخريات حوالي عشرة كيلوغرامات خلال سنة واحدة.

لتفادي هذهِ السُمنة التي تظهر خصوصاً في الفخذين والوركين والإليتين يجبُ اتباع نظام صحي في التّغذية اعتباراً من سن الأربعين وذلكَ باتباع مايلي:

أ_ تجنبي عادة تناول لقمة من هنا ولقمة من هناك طوال النَّهار خارج أوقات الوجبات الضروريّة.

ب_ أبعدي الحلويات عن متناول يدكِ، فهذه تحتوي على سكَّريّات تتحوَّل سريعاً إلى شُحوم.

ج_ خففي من تناول الدّهنيات ذات المصدر الحيواني، إنَّ السُكريات والدّهن الحيواني هي عامل أساسي في تكوين الكوليسترول.

د_ تناولي الأسماك والخضار والفواكه الطازجة بكثرة.

ه_ أكثري من شرب الماء فهو يُساعدُ على طرد الفضلات وعلى ترطيب الجلد.

و_ مارسي تمارين رياضيّة منتظمة للاحتفاظ ببنية عضليّة نشطة، الأمر الذي يُساعد على تأخير ترقّق العِظام.

ز_ احرصي على استعمال الدّرَج بدلاً منَ المصعد الكهربائي.

ح_ مارسي المشي نصف ساعة في اليوم كحد أدنى .

ط_ انتسبي إلى نادٍ أو مؤسّسة رياضيّة.

5_ انتفاخ البطن:

إنَّ انتفاخ البطن يرتبطُ مباشرةً بانخفاض نسبة الاستروجين في الدّم.

6_ ظهور التجاعيد:

إنَّ نقص الإستروجين يؤدّي إلى نقص في ترطيب الجلد( أي عدم حصول الجلد على كميّة كافية منَ الماء ) بذلكَ يُصبحُ الجلد أكثر رقّة وجفافاً وأقل طراوةً وبالتالي أكثر استعداداً للتجعّد، كذلكَ فإنَّ مادتي الكولاجين ( Collagene) و الإلستين( Elastine)

اللّتين تُشكّلان الطَّبقة المطاطيّة في الجّلد لا تتجدّدان بسرعة فيؤدي ذلكَ إلى ترهُل الجّلد خصوصاً في الوجه، هذهِ التّغيرات تكون سريعة أحياناً فتؤدّي إلى ((صدمة الشيخوخة)).

إنَّ اضّراب عمل الخلايا الملوّنة للجلد يسمح بظهور بقع باهتة على الجّلد، لذلكَ كثيراً ما تقصد النّساء في هذهِ المرحلة مؤسّسات التّجميل وتشتري مراهم (( ضد الشيخوخة )) لتحسين حالة الجلد:

وإليك النّصائح التالية لحماية الجّلد من علامات الشيخوخة:

1__ أُطلبي منَ الصيدلي أن يحضّرَ لكِ مرهماً خاصاً بالجلد يحتوي على مادة الاستروجين.

2___ تجنّبي التّعرُض الطّويل للشّمس، وقبلَ أي تعرُّض استعملي مَرهماً واقياً يحتوي على مواد مُضادّة للأشعّة فوق البنفسجيَّة.

3___ تناولي الثّمار الطازجة وأكثري من شُربِ المّاء.

إنَّ العِلاج الهورموني التَّعويضي يحمي الجّلد منَ شّيخوخة سريعة.

7__ علامات الاسترجال: في هذهِ المرحلة يكفّ المبيضان عن انتاج الهورمونات الأُنثويّة ولكنَّهما يتابعان إنتاج الهورمونات الذّكريّة؛ وتبعاَ لشدّة الهورمونات الذّكريّة تظهر على المرأة بعض العلامات الذّكوريّة ( استرجال ) مثل غزارة الشّعر على الجّلد، تساقط شّعر الرأس، أو استرجال الصّوت.

كل هذهِ العلامات تختفي معَ العلاج الهورموني.

8__ الاضطّرابات النّفسيّة:

لاشكَّ أنَّ سن اليأس مرحلة صعبة على الصّعيد النّفسي فهيَ تعني بالنّسبة لكثير منَ النّساء نهاية الشّباب ونهاية القدرة على الحب، إنَّ إحساس المرأة بتغيُّرٍ طارئ على جِسمها وحياتها هوَ أساس المشكلات النّفسيّة التي تبدأ بالانقباض البسيط ويُمكن أن تصلَ إلى الانهيار العصبي.

لقد كبرَ الأولاد وأخذوا يبتعدونَ عن البيت، والشّريك الذي اعتادَ على زوجتهِ سنوات طويلة لم يعُد يُظهر الاهتمام السّابق، يُضافُ إلى ذلكَ أنَّ المرأة تشعُرُ بالإحباط عندما ترى التّجاعيد تغزو وجهها والسُّمنة تصيبُ قوامها.

المرأة التي بلغت الخمسين تشعُرُ أنّها لم تعُد شابّة كالسّابق ولكنَّها أيضاً لم تُصبح هرمة، هذهِ المرأة تجدُ صعوبة في التّكيُّف معَ مجتمع يرفعُ قيمتي الشّباب والجّمال إلى القمّة، هذا الضيق النّفسي يزداد معَ التّغيّرات الهورمونيّة التي تَحدثُ في فترة ما قبل سن اليّأس.

إنَّ أيّةَ امرأة لا تستطيعُ الهروبَ من هذهِ الظَّواهر التي تختلفُ حدَّتها بحسبِ اختلاف شخصيّة المرأة نفسها وظروفِ حياتها.

على غرار الاضطّرابات الجسديّة يُمكنُ التّخفيف منَ الاضطّرابات النَّفسيّة المُرافقة لليأس من خلال العِلاج الهورموني التعويضي.

9___ التوتّر العصبي، سرعة الغضب، القلق والتّعَب:

تتوالى هذهِ الأعراض حسبَ المراحل، يمكن أن يتغيّر المزاج من يوم إلى آخر، وحتى في اليوم الواحد، دونَ سبب، يكفي أن تشعر المرأة بأي تعارض بسيط معَ من حولها حتى تعتبر أنّ كلَّ شيء على غيرِ ما يُرامْ.

10___ ضعف الذّاكرة:

التّركيز والانتباه يصبحان أكثر صعوبة، ينتج عن ذلك تذكّر سيّء فتظنّ المرأة خطأً أنّها بدأت تفقد الذّاكرة.

11___ الأرق:

هذهِ الحالة تبدأ معَ مرحلة ما قبل اليأس، وغالباً ما تكونُ ناجمةً عن القلق الذي يطردُ النّوم، ويُمكن أن يحدث الأرق أيضاً بعدَ استيقاظٍ مُفاجئ بسبب الحرارة أو ألم العضلات.

وهناكَ بعض القواعد الصحيَّة التي تُسهّلُ النّوم:

1_ توقفي عن تناول الشّاي والقهوة من بعد الظّهر فصاعداً.

2- تجنّبي الكحول.

3- ليكن طعامك خفيفاً.

4_ تناولي شراباً ساخناً قبلَ النّوم وتجنّبي النعناع لأنّهُ مبنه، واعلمي أنَّ شراب الزيزفون يُعتبرُ مهدّئاً جيّداً ويُسهّل النّوم، أمّا إذا نُقعَ الزيزفون كثيراً فإنَّ شرابهُ يُعطي مفعولاً عكسيّاً أي يُصبح منبّهاً.

12__ انخفاض الشّهوة الجّنسيّة:

مرحلة سن اليّأس غالباً ما تعني للمرأة انخفاضاً في الرّغبة الجنسيّة، وهذهِ الحالة تنجم عموماً عن فقد الثّقة بالنّفس في العلاقة معَ الشَّريك.

إنَّ زيادة قليلة في الوزن، وجلداً أقلّ شباباً ونضارةً، معَ القليل منَ الجّفاف في المهبل، كل هذه العوامل تنمّي لدى المرأة إحساساً بأنّها غير مهيَّأة للاتّصال الجنسي، وهذا خطأ كبير لأنَّ الإقبال على العلاقة الجنسيّة في هذهِ المرحلة دونَ مخاوف وأوهام من شأنهِ التَّخفيف منَ الاضطّرابات النّفسيّة المُصاحبة لمرحلة اليّأس، إنَّ سن الخمسين لا يعني مُطلقاً نهاية الأنوثة، بل على العكس من ذلك، إنّهُ تمام التّفتّح الجنسي للمرأة وباستطاعته أن يمنحها سعادةً مُضاعفة.

في هذهِ السّن غالباً ما نبدأ حياة جديدة.

______________________________________________________________

____ ما هي المضاعفات الصحيّة لسن اليأس على المدى الطويل؟

معَ التّقدّم في السّن هناكَ عوارض تصيب الأعضاء التناسليّة والشرايين والعِظام، إنّ العلاج الهورموني التعويضي يسمح بتجنّب هذهِ العوارض أو يحد على الأقل من تأثيرها.

التغيّرات التي تطرأ على الأعضاء التناسليّة:

بعدَ بضع سنوات منَ اليّأس يطرأ على الأعضاء التناسليّة الخارجيّة والدّاخليّة تراجع صحّي ناتج أساساً عن غياب الأستروجين.

المشفران الكبيران والصغيران يصبحان رقيقين وأكثر شحوباً.

البظر يصبح أكثر حساسيّة ما يجعل إثارتهُ أحياناً غير مستحبّة.

تضيق فتحة الفرج فتزعج عمليّة الإدخال، هذه العمليّة تصبح أكثر إزعاجاً كلَّما زادَ ضيق المهبل وفقدَ ليونتهُ وأصبحَ أكثر جفافاً نتيجة نقص الإفرازات المرطبة والمليّنة.

تغدو العلاقة الجنسيّة أقل متعةً، وإذا لم تكُن المرأة مميّزة الاستثارة بطبيعتها فإنّها تنفرُ تدريجيّاً من تلكَ العلاقة.

بالإضافة إلى ذلك يصبح المهبل أكثر حساسيّة تجاهَ المهيّجات والأمراض لأنّهُ يصبح أقل حموضة بسبب قلّة الإفرازات.

__ كيفَ يمكن تدارك هذه العوارض؟

_ بفضل الاستروجين فإنَّ العلاج الهورموني لليأس يعيدُ للخلايا كل قابلياتها.

_ العلاج الموضعي يُمكنُ أن يكونَ مخفّفاً أو مكمّلاً للعلاج الهورموني .

يرتكزُ هذا العلاج الموضعي على أمرين:

_ دهن المهبل بمواد مطريّة ومسهّلة للعلاقة الجنسيّة مؤقتاً.

_ استخدام مراهم مهبليّة أساسها الاستروجين، استخدام هذه المراهم مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع يزيلُ جفاف المهبل.

إنَّ الاستمرار النّشط المنتظم في العلاقة الجنسيّة يكفي غالباً للحفاظ على طراوة ونداوة الخلايا.

___ التغيّرات التي تطرأ على الثديين:

إنَّ العوَز الهورموني هوَ سبب ضمور القنوات الثديية وانتفاخاتها التي تشكّلُ الغدّة الثديية.

يميل الثديين إلى الرّجوع نحوَ حالة ما قبلَ البلوغ، ولكنّهما يحتفظان بحجمهما نتيجة الدّهن الذي تكدَّسَ فيهما.

___ المشكلات القلبيّة__ العرقيّة:

إنّ هورمون الاستروجين يشكّلُ حماية للمرأة من أمراض القلب و العُروق.

بعدَ سن اليّأس وبسبب فقد الاستروجين تُصبح المرأة معرّضة لهذا المرض بالتّساوي معَ الرّجل.

بسبب غياب الاستروجين تضيق العروق و تزيد نسبة الكوليسترول والدّهن في الدَّم الأمر الذي يُساعد على تكدّسهما على الجّدار الدّاخلي للعروق.

ضيق الشرايين بسبب الدّهن هوَ الذي نسمّيهِ تصلُّب الشرايين وهوَ أصل الأزمات القلبيّة.

___ كيفَ نتدارك هذه المُشكلة:

1- التخفيف منَ الطّعام بإلغاء السّكّريات التي يمتصُّها الدَّم بسرعة، وإلغاء الدُّهون ذات المصدر الحيواني.

2- تناول الأسماك والخضار والثّمار الطازجة.

مشكلات العِظام ( الترقّق ) osteoporose

ترقّق العِظام هوَ عبارة عن تناقص ( خسارة ) في النَّسيج العظمي بسبب نقص الكلسيوم المكوّن للعظم، يُصبحُ العظمُ رقيقاً ويصيرُ معَ الوقت أكثرَ هشاشة ( أي سهل الإنكسار والتفتّت ).

ترقّق العِظام هوَ النتيجة الأكثر إعاقةً للمرأة على المدى الطويل بسبب فقد الاستروجين المُرافق لليأس، وهذا المرض يصيب واحدة من بين أربع نساء في سن السّتين، وامرأتين من كل ثلاث نساء في سن السّبعين.

يبدأ الترقّق منذُ اليأس حيثُ ترتفع نسبة النّقص في الأنسجة العظميّة بشكل كبير، ثمَّ تظهر عوارض الترقّق حوالي سن الستّين.

النّقص في الأنسجة العظميّة يبدأُ في سن الثلاثين ثمَّ يقفزُ قفزةً كبيرةً في سن اليأس.

العلامات السريريّة الأولى لترقّق العِظام هيَ:

_ آلام في الظّهر ناتجة عن انكباس وانضغاط الفقرات.

_ نقص في الطول ناتج عن انضغاط الفقرات، حيثُ يُمكن أن تخسر المرأة 5سم إلى 12سم من طولها ما بينَ سن ال 50 إلى ال 80 سنة.

_ انكسارات أو تشقّقات تحدُثُ في فقرات الظَّهر، مفصل اليد، وعظم الفخذ.

____ هل يمكنُ التنبّؤ بترقّق العِظام مُسبقاً:

النّساء المعرّضات للإصابة بالترقّق هنَّ:

_ النّساء اللواتي عرفنَ يأساً مبكّراً ولم يتلقّينَ عِلاجاً تعويضاً عن نقص الهورمونات.

_ النّساء منَ الجنس الأبيض ذوات اللّون الفاتح لأنَّ عظامهنّ في في الأصل أضعف من عظام النّساء السّمراوات.

_ صغيرات الجّسم ضعيفات البنية، فالنّساء القويّات البنية يختزنَّ الاستروجين في الشَّحم، هذا الاستروجين الموجود في الشَّحم يتسرَّب تدريجيّاً إلى الدّم بعدَ سن اليّأس فيؤخرُ ظهور أعراض سن اليأس.

_ قليلات الحركة ينقص الكالسيوم في عظامهنَّ أكثر منَ النشيطات فقلَّة التمارين الجسديّة تسبب نقص الكالسيوم في العظام.

_ اللواتي يضطررنَ لأخذ الكورتيزون الذي يخفّفُ من قدرة العظام على امتصاص الكالسيوم.

_ النّساء المسرفات في التّدخين، وفي تناول القهوة والكحول.

_ سيّئات التّغذية، إنَّ الإكثار منَ اللّحوم أو الملح يُفاقم مشكلة ترقّق العِظام.

___ قياس نسبة النَّقص في العِظام:

إنَّ التصوير الشُّعاعي لا يكشفُ النَّقصَ العظمي إلاّ إذا كانَ هذا النّقص قد بلغَ نسبة 30% هذهِ التّقنيّة باتت قديمةواستُبدلت حاليّاً بتقنيّةٍ أُخرى تُسمَّى

(( قياس ترقّق العِظام )) Osteodensitometrie هذا الاختبار يستخدم أشعّة X لقياس كثافة العظم في الفقرات القطنيَّة ( وهيَ الفقرات الموجودة في أسفل الظّهر ).

يُجرى هذا الاختبار في بداية سن اليّأس لمتابعة تطوّر العظم، وسيّئتهُ الأساسيّة أنّهُ مُكلِف حتى الآن ( الضمان الصحّي في البُلدان الأوربيّىة لا يُغطّي كلفة هذا الاختبار، علماً أنَّ بعض الحكومات والمُؤسّسات تجريهِ مجاناً أو بكلفة زهيدة.

___ كيفَ نُعالج ترقّق العِظام؟

1_ العلاج الهورموني في هذه الحالة يعطي نتائج جيّدة.

2_ العلاجات التناوبيّة: هذهِ العلاجات تتلقاها النّساء اللواتي لا يُناسبهنّ العلاج الهورموني، وهيَ تسمح بإبطاء الترقّق من خلال تقوية العظام.

يُستخدمُ في هذهِ العلاجات:

_ الكلسيتونينCalcitonine:وهوَ هورمون تفرزهُ بعضُ الخلايا في الغُدّة الدرقيّة.

_ الكالسيوم.

_ أملاح الفلور ( Fluor) التي تقوّي تكوّن العظام.

_ مركَّبات الفوسفور( Diphophonates) التي تلجم نقص المواد المعدنيّة في العظم.

3_ التّغذية: تلعبُ التّغذية دوراً أساسيّاً في هذهِ الحالة.

_ إنَّ كميّة الكالسيوم الضّروريّة لجسم المرأة في مرحلة اليأس هيَ في حدود 1،5غرام في اليوم بينما لا تقدّم التّغذية العاديّة والمتوازنة إلاّ 700 ملغرام.

يوجدُ الكالسيوم خصوصاً في الحليب ومشتقَّاتهُ مثل الأجبان و الألبان، نجدهُ أيضاً بكميّة معتبرة في الثّمار الجّافة مثل الجّوز والبندق واللوز، ويُمكنُ الحُصول على الكميَّة اللازمة منَ الكالسيوم بتناول نصف ليتر منَ الحليب يوميّاً، إذا لم تكن المرأة محبّة للحليب يُمكنها الاستعاضة عنهُ بكميّة من اللبن ( الزّبادي ) وقطعة منَ الجّبنة، كذلكَ تحتوي المياه المعدنيّة على نسبة منَ الكالسيوم لا يُستهانُ بها.

_ يجبُ أن يترافق أخذ الكالسيوم مع فيتامين (D) إنَّ فيتامين D ضروري لامتصاص الكالسيوم، وهذا الفيتامين يُنتجُهُ الجّلد بتأثير أشعّة الشّمس، كما يوجد بكميّات قيلة في بعض الأطعمة مثل الأسماك، والكبد وصفار البيض واللحم.

إذا كانت كميّة الكالسيوم وفيتامين D التي تأتي منَ الطّعام غير كافية يُمكنُ لبعض الأدوية أن تُكمل النَّقص.

_ يجب عدم الإكثار منَ الملح في الطّعام، لأنّ الملح يُساهمُ في فقد الكالسيوم منَ العظم.

4_ الرّياضة: يجبُ عدم إهمال الرّياضة لأنّ العضلات النّشيطة تسهّل دخول الكالسيوم إلى العظم.

إنَّ نشاطاً جسديّاً منتظماً يمكنهُ زيادة الكتلة العظميّة من 10 إلى 20 % يجبُ الابتعاد عن الرّياضة العنيفة واتّباع التمارين التي تشغّلُ العضلات والمفاصل مثل المشي والسّباحة.

ورياضة المشي يجبُ أن تكون منتظمة بمعدَّل ثلاث مرّات في الأسبوع ولمدّة نصف ساعة في كل مرّة.

___ما هي علاجات سن اليأس؟

تنقسم علاجات سن اليأس إلى ثلاث فئات:

_ علاج الظّواهر: يرمي هذا العلاج إلى حل المشكلات الأكثر إزعاجاً مثل الهبّات الحراريّة والأرق.

يُمكنُ أن يقترنَ بعلاج هورموني أساسي لأنَّ علاج الظّواهر يقتصرُ على تخفيف الاضطّرابات القائمة في حينه.

_ العلاجات التناوبيّة: هدفها كبح الاضطرابات الناشئة على مدى طويل، مثل حالة ترقّق العِظام.

تلجأ إلى هذه العلاجات النّساء اللواتي لا يستطعنَ الإفادة من العلاج الهورموني لأسباب طبيّة أو اللواتي يرفُضنَ ذلكَ العلاج .

_ العلاج الهورموني: هوَ علاج أساسي لترقُق العِظام، يقوم على تعويض الجّسم عن نقص الاستروجين والبروجسترون النَّاجم عن توقّف عمَل المبيض.