هشاشة العظام

هشاشة العظام

هشاشة العظام هي عبارة عن ضعف يصيبُ العِظام فيؤدّي إلى سهولة انكسارها — فتجعلها هشة لدرجة أن أي سقوط أو حتى بذل أي مجهود مهما كانَ بسيطاً كالانحناء أو السعال أو سقوط بسيط يُمكن أن يتسبَّب في الكسور.

ومن أبرز المناطق في الجسم المعرّضة للكسر في حالات هشاشة العِظام:

عظم الوِرك و عظم الرسغ و عظم العمود الفقري.

العظام هي النسيج الحيٌّ الذي ينكسر ويُستَبدَل باستمرار. يَحدُث مرض هشاشة العظام عندما لا يُواكِب خَلْق عظام جديدة فَقْد العظام القديمة.

تُؤثِّر هشاشة العظام على الرجال والنساء من جميع الأعراق. ولكنَّ النساء ذوات العرق الأبيض والآسيوي — خاصة النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس — هنَّ الأكثر عُرضةً للخطر. يُمكن أن تُساعد الأدوية، والنظام الغذائي الصحي، وتمارين رفع الأثقال في منع خسارة العظام أو تقوية العظام الضعيفة بالفعل.

الأعراض:

عادةً لا تظهر أعراض الهشاشة في المراحل المبكّرة من فقدان العظم، ولكن بمجرد ضعف العظام نتيجة الإصابة بهشاشة العظام، قد تظهر على الشَّخص المُصاب أعراض وعلامات وهي: 1- ألم الظهر نتيجة كسر الفقرات العظمية أو تآكلها.

2_ قصر القَّامة بمرور الوقت.

3_ انحناء الوقفة أي يصبح الظهر غير مستقيم أثناء الوقوف.

4_ سهولة الإصابة بكسور العظام من سقوط بسيط.

متى يتوجَّب علينا زيارة الطبيب؟

منَ الضروري زيارة الطبيب إذا ظهرت الأعراض السَّابقة، وغالباً ما تحتاج النّساء لزيارة الطبيب وخصوصاً بعدَ انقطاع الطَّمث أو إذا كانت المرأة قد سبقَ لها أن تناولت الكورتيكوستيرويدات لعدة أشهر في إحدى المرات، أو إذا كان أحد الوالدين قد أصيبَ بكسور في الوِرك.

الأسباب:

لأنَّ عظامك في حالة تجدُّد مستمرَّة حيثُ تُصنَع عظام جديدة وتتكسَّر العظام القديمة. عندما كنتَ صغيرًا، كان جسمكَ يقوم بتصنيع عظام جديدة أسرع من تكسيره للعظام القديمة، وبهذا الشكل تزداد كتلة العِظام. بعد أوائل العشرينيات تتباطأ هذه العملية، ويصل أغلب الأفراد إلى ذروة كتلة العظام عند وصولهم لسن الثلاثينيات. ومع التقدُّم في العمر، تَضعُف كتلة العظام بشكل أسرع من بنائها.

تعتمد احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام جزئيًّا على مقدار الكتلة العظمية التي حصلتَ عليها خلال شبابك.

تتحكَّم العوامل الوراثية بِذُرْوَة كتلة العظام إلى حدٍّ ما، وتختلف أيضًا وَفْقًا لكل مجموعة عرقية.

كلما كان الحد الأقصى لكتلة العظام في سن الـ 30 أكبر، يزداد رصيد عظامك “في بنك صحة العظام”، وتنخفض احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام مع تقدمكَ في العمر.

عوامل الخطر

يُوجد عدد من العوامل التي تَزيد من احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام وتشمل:

1- العمر.

2- العرق.

3- الخيارات الحياتية الصحية والحالات الطبية والعلاجات التي تخضع لها.

هناك بعض عوامل خطورة الإصابة بهشاشة العظام تكون خارج نطاق سيطرتك، ومن ضمنها:  __ الجّنس: تُعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام من الرجال.

__ العُمر: فكلَّما تقدَّم العمر، ازدادت خطورة الإصابة بهشاشة العظام.

___ العِرق: ذوو البشرة البيضاء أو من هُم أصل آسيوي أكثر عُرضةً من غيرهم.

___ تاريخ العائلة: إن وجود أحد الوالدين أو الإخوة أو الأخوات مصابًا بهشاشة العظام يكون مؤشّر للخطورة، لا سيّما إذا كان والدك أو والدتك قد سبق وتعرض لكسر في الوِرك.

___ حجم هيكل الجّسم: يُعَد الرجال والنساء الذين يتمتعون بهياكل جسم صغيرة أكثر عرضةً لهذه الخطورة؛ لأن كتلة العظام لديهم عادة ما تكون أقل وتتناقص مع تقدمهم في العمر.

التأثير الهورموني على هشاشة العِظام:

تُعد هشاشة العظام أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين لديهم هرمونات معينة أكثر أو أقل مما ينبغي في أجسامهم. ومن أمثلتها:

  1. الهرمونات الجنسية: يميل انخفاض مستويات هرمون الجنس إلى إضعاف العظام. يُعد انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء عند انقطاع الطمث أحد أقوى عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام.ويتعرض الرجال إلى انخفاض تدريجي في مستويات هرمون التستوستيرون مع تقدُّمهم في العمر. يُحتمل أن تُسرع علاجات سرطان البروستاتا التي تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وعلاجات سرطان الثدي التي تقلل من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء؛ من فقدان العظم.
  2. مشكلات الغدة الدرقية: يمكن أن يسبب الكثير من هرمون الغدة الدرقية فقدان العظم. يمكن أن يحدث هذا إذا كانت الغدة الدرقية لديك مفرطة النشاط، أو إذا كنت تتناول الكثير من أدوية هرمون الغدة الدرقية لعلاج قصور الغدة الدرقية.
  3. الغدد الأخرى: ترتبط الإصابة بهشاشة العظام كذلك بفرط نشاط الغدد الدرقية والكظرية.

دور التَّغذية في هشاشة العِظام:

تزدادُ احتماليةِ الإصابةِ بهشاشةِ العظامِ في الأشخاصِ الذين لديهم:

  1. نقص في تناوُل الكالسيوم: يلعبُ انخفاضُ الكالسيوم مدى الحياة دورًا في الإصابةِ بهشاشةِ العظام، حيثُ يسهم انخفاض كمية الكالسيوم في خفض كثافة العظام، والفقدان المبكر للعظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
  2. اضطراب الشهية: يُضعف تقييدُ تناوُلِ الطعام بشدَّةٍ والبقاءُ تحت الوزنِ الطبيعيِّ العظامَ في كلٍ من الرجالِ والنساء، وكذلكَ الحميات القاسية والغير مدروسة تؤدّي إلى إضعاف كتلة تاعِظام.
  3. جراحة الجهاز الهضمي: تُحدِّد الجراحةُ لتقليلِ حجمِ معدتكَ أو إزالةِ جزءٍ من الأمعاءِ كميةَ مساحةِ السطحِ المُتاحة لامتصاصِ العناصرِ المغذية بما في ذلك الكالسيوم و تشملُ هذه العملياتُ الجراحيةُ تلك التي تساعدكَ على إنقاصِ الوزنِ وعلاج الاضطراباتِ المَعديةِ المعويةِ الأُخرى.

الستيرويدات والأدوية الأخرى

إن العلاج طويل الأمد بأدوية الكورتيكوستيرويد، سواء عن طريق الفم أو الحقن مثل البريدنيزون والكورتيزون، يتعارض مع عملية إعادة بناء العظام. كما ترتبط هشاشة العظام أيضًا بتناوُل أدوية لمكافحة الأمراض التالية أو الوقاية منها:

  1. النوبات الـمَرَضية
  2. الارتجاع المعدي
  3. السرطان
  4. رفض زرع الأعضاء

الحالات الطبية

خطرُ الإصابةِ بهشاشةِ العظامِ أعلى لدى الأشخاصِ الذين يُعانونَ من مُشكلات طبية مُعينة، والتي تشمل:

  1. الدَّاء البطني
  2. مرض الأمعاء الالتهابي
  3. أمراض الكلى أو الكبد
  4. السرطان
  5. الذِّئبة
  6. الورم النقوي المتعدِّد
  7. التهاب المفاصل الروماتويدي

اختيارات نمط الحياة

بعض العادات السيئة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. ومن أمثلتها:

  1. نمط حياة مستقرة: الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الجلوس يكونون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنةً بالأشخاص الأكثر نشاطًا. أي تمرينات للوزن والأنشطة التي تعزز التوازن والموقف الجيد تعود بالنفع على عظامك، ولكن المشي والجري والقفز والرقص ورفع الأثقال تبدو مفيدة بشكل خاص.
  2. الإفراط في تناوُل المشروبات الكحوليّة: تناول الكحول يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  3. التّدخين: الدور الدقيق الذي يلعبه التدخين في هشاشة العِظام ليسَ واضحاً، ولكن لابدّ بأنَّ للتدخين أثرسلبي على العِظام.

المضاعفات:

كسور العظام، وخصوصًا في العمود الفقري، أو الوِرك، تُعَد أكثر المضاعفات خطورة لهشاشة العظام، يحدث كسر عظمة الوِرك عادةً بسبب السقوط.

في بعض الحالات، يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري حتى إذا لم تتعرض للسقوط. العظام التي تشكل العمود الفقري (الفقرات) يمكن أن تضعف إلى درجة الانكماش، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ألم في الظهر، وانخفاض الطول، واتخاذ وضعية التقوس إلى الأمام في العمود الفقري.

الوقاية

التغذية الجيدة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام ضرورية للحفاظ على صحة العظام طوال الحياة.

البروتين

يُعَدُّ البروتين عنصر أساسي لبناء العظام. ومع ذلك، وتختلف الآراء بخصوص تأثير تناوُل البروتين على كثافة العظام.

يحصل أغلب الأشخاص على كمية وافرة من البروتين في نظامهم الغذائي، ولكن البعض لا يفعل، يُمكن أن يحصل النباتيون على القدر الكافي من البروتين في نظامهم الغذائي في حال اهتمامهم بالبحث عن المصادر المناسبة، مثل فول الصويا، والبقوليات، والبذور، والمّكسّرات، والبيض، والحليب ومشتقاته للنباتيين.

وزن الجسم

إنَّ نقص الوزن يَزيد من فرصة فُقدان العِظام والكُّسور، وكذلكَ فإنَّ زيادة الوزن تزيد من خطر حدوث كسور في الذراع والمعصم، وعلى هذا النحو، فإن الحفاظ على وزن مناسب للجسم يفيد العظام وكذلكَ يُفيدُ الصّحّة بشكل عام.

الكالسيوم

يحتاج الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا إلى 1000 ميليغرام من الكالسيوم يوميًّا. وتزداد هذه الكمية اليومية إلى 1200 ميليغرام عند بلوغ المرأة 50 عامًا والرجال 70 عامًا.

وتتضمن المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم ما يلي:

  1. مشتقات الحليب القليلة الدسم
  2. الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن
  3. الأسماك الطَّازجة وكذلك المعلّبة
  4. فول الصويا
  5. حبوب الإفطار وعصير البرتقال المضاف إليهما كالسيوم

إذا واجهتَ صعوبة في الحصول على كمية كافية من الكالسيوم في نظامك الغذائي، فعليكَ أن تتناول مكمّلات الكالسيوم، ومع ذلكَ فقد رُبِطَ الإفراط في الكالسيوم بالإصابة بحصى الكلى. بالرغم من أنَّه غير مؤكَّد،

وبعض الخُّبراء يرون أن الإفراط في الكالسيوم، وخاصةً في المكملات الغذائية، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

لذلكَ يجبُ ألاّ تزيد كمية الكالسيوم الإجمالية من المكملات الغذائية والنظام الغذائي مجتمعَيْن، عن 2000 ميليغرام يوميًّا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.

فيتامين D

يحسن فيتامين D قدرة جسمك على امتصاص الكالسيوم، ويحسن صحة العظام بطرقٍ أخرى. يمكن للناس الحصول على بعض فيتامين D من أشعة الشمس، وللحصول على ما يكفي من فيتامين D للحفاظ على صحة العظام، فمن المستحسن أن يحصل البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عامًا على 600 وحدة دولية (IU)، وأن يحصلوا على 800 وحدة دولية في اليوم بعد سن 70 من خلال الغذاء أو المكملات الغذائية.

قد يحتاج الأشخاص الذين ليس لديهم مصادر أخرى لفيتامين D، وخاصةً الذينَ لا يتعرَّضونَ كثيراً لأشعة الشَّمس، إلى مكمل غذائي.

تحتوي معظم المكملات الغذائية المتعددة الفيتامينات على كمية تتراوح ما بين 600 و800 وحدة دولية من فيتامين D، ويمكن أن يحصل معظم الأشخاص إلى ما يصل إلى 4000 وحدة دولية من فيتامين D يوميًّا بشكل آمن.

التمارين الرّياضيّة:

يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة في بناء عضلات قوية، وإبطاء فقدان العظام. ستفيد ممارسة الرياضة العظام بصرف النظر عن وقت البدء، ولكنك ستحصل على أكثر المزايا إذا بدأت التدريب بانتظام في مرحلة الشباب، ثم واصلت التدريب خلال حياتك.

اجمع بين تدريب القوة وتدريبات تحمل الوزن وتمارين التوازن. يساعد تدريب القوة على تقوية العضلات والعظام في ذراعيك والجزء العلوي من عمودك الفقري. وتؤثر تمارين تحمل الوزن مثل — المشي، والركض، والجري، وصعود الدرج، والقفز بالحبل، والتزلج ورياضات الضغط، على عظام الساقين، والوركين والجزء السفلي من العمود الفقري. يمكن أن تقلل تمارين التوازن من خطر تعرضك للسقوط وخاصة كلما تقدمت في العمر.

_____________________________________________________________________________