كان’ أثاث بيتنا من خشب الجوز الكستنائي الساحر ، كانت أمي تعتني به كعنايتها بنا تماما”، تنظفه وتمسحه ،وتشتري المواد الملمعة الخاصة بالخشب ،
ذات’ برد كاد الدم يتجمد في عروقنا وكنا محاصرين نهض’ أبي بالاتفاق مع أمي وأحضر’ فأسا”وقطع به الأثاث قطعة” بعد’ قطعة ، وقدمناه قربانا” للمدفأة مقابل ساعات قليلة من’ الدفء ………

ذات’ جوع تحاور’ أخواي’ الأكبر والأصغر حول’ من يذهب لشراء الخبز وفي النهاية ذهب أخي الأكبر منذ خمس سنوات ولم يعد حتى الآن ولا أحد منا يدري أي ثقب أسود ابتلعه
ومن حينها ونحن جميعنا مصابون بالذهول ، تأتينا نوبات بكاء ، ثم يهبط علينا صمت رهيب ، وخاصة” أخي الصغير فقد غدت جل’أمانيه أنه لو ذهب هو’ بدلا” عنه .
ذات’ كارثة خسرنا أخي وبيتنا وأثاثنا ……

تدور دوائر الأقدار حول’ من نحب وما نحب فتسلبهم منا دون’ أن يكون’ لنا أي قرار ، ومن غير أن تترك’ لنا حق’ الاختيار .

#عائشة _البراقي