إليك أمي أكتب :

أمام جلال طلتك أماه ما أضعفني
فليلي ونهاري بوجهك مقمر
هاتي يدي الطهر لأقبلهما؛ ومن بركتهما أتطهر
وأطلب العفو والمغفرة من العروق
التي حملت أضعاف طاقتها وأكثر
هو’ ليس نصا أدبيا !
بل كلام عن نبيلة بالزهد والعفة تقطر
كانت ترهق نفسها وهي تروي لنا
روايات لنتعظ ونحذر
و لطالما غدت في المخاطر هي البطل
الذي يرد عنا الشرور ويقدر …
جعلت من عمرها جسر أمان لنعبر
وإلى اليوم ما زالت ترقص في أذني ألحان أفراح لم تذقها
كانت تدندنها
لتبهج في البيت كآبة المنظر !
و حي’على الصلاة كانت تقولها لنا في اليوم خمسا”
كمؤذن في المسجد كبر
باتت تكرر حكمتها الأزلية والسبابة تهتز بحزم :
( لن تفلح إلا بالصبر فاصبر .. )
من طهر محياك
استنار الصبح أمي فأشرق أكثر
و الأثير باسمك قد تعطر
كنت تعطين
ثم تودي لو أنه بمقدورك أن
تهبي أكثر
وأنت لا تعلمين أماه بأن عطاءك
غطى جميع رحاب الكون فأزهر …….


عائشة أحمد البراقي

جميع الحقوق محفوظة لموقع علمني