هو شاعرٌ سوريٌ من مواليد قرية ( النّعيرية ) في لواء اسكندرون، عندما سلخ اللواء انتقل إلى اللاذقيّة، ومنها إلى حلب، وأقامَ في حلب مدّة من الزمن، وبعدها انتقلَ إلى دمشق، وبقيَ فيها حتى وفاته، درسَ في مدرسةِ المعلّمين

العُليا في بغداد، وكان صديقه على مقعد الدّراسة شاعر العراق الأكبر (بدر شاكر السيّاب ) وكانت علاقتهما وطيدة جداً، وبعدَ أن أنهى دراسته في بغداد عاد إلى دمشق .

انتسب مبكّراً إلى حزب البعث، بل كان من المؤسّسين له، وكانَ أستاذه المُشرف عليه هو المفكّر السّوري (زكي الأرسوزي) وكان الأرسوزي أيضاً منَ المؤسّسين لحزب البعث، وكان أيضاً منَ لواء اسكندرون.

__ رحلتهُ مع الشعر:

بدأَ سليمان العيسى يقول الشّعرَ مبكراً، لأنّه تتلمذَ على يد والده ( الشّيخ أحمد ) الذي كان شيخاً في قريته ويحفِّظُ الأطفالَ القرآن الكريم في صِغره، إضافةً لكثير منْ شعر المتنبي.

كان شعره موجّهاً نحوَ القوميّة العربيّة وقضاياها الكُبرى، وأيضاً كان موجّهاً لمقاومة المُحتل الفرنسي.

وكان قد كتبَ أوّلَ عدد من صحيفة البَّعث بخطّ يدِه، فقد كانت سرّية وممنوعة من قِبَلِ الاحتلال، وفي ثمانينات القرن الماضي دُعيَ سليمان العيسى إلى ليبيا في ذكرى استشهاد شيخ المُجاهدين (عمر المختار ) رحمه الله

فقال فيه قصيدةً هي الأعلى  والأكثر تميُّزاً بينَ القصائد التي قيلت فيه، يقول فيها:

دمك الطّريقُ و ما يزال بعيدا                        علّق برمحكَ فجرنا الموعودا

دمكَ الطّريق ولو حملنا وهجهُ                     أغنى و أرهبَ عدةً و عديدا

دمك الطّريق فما تقولُ قصيدةً                   أنت الذي نسج الخلودَ قصيدا
اضرب بحافر مهرك النيرَ الذي                        ما زال في أعناقنا مشدودا
    شيخ الرّمال يهزهنَّ عُروبة                              و عقيدةً تسعُ الوجود وجودا
جئت القبور و نحن في أعماقها                      فأريتها المتحديَ الصنديدا
و فتحتَ بابَ الخالدين فمن يشأ                     صنعَ الحياةَ مُقاتلا و شهيدا
انزل على المختار في شهقاته                      و احمل بقيةَ نزعه تصعيدا
  انزلْ على دمهِ ستعرف مرة                         دربَ الخلاص الأحمر المنشودا

ولم يكن الشّاعر سليمان العيسى عاديّاً  بل كان يتنفّس الشّعر، وكانَ يؤرّخ لحياته ولوطنه بالشّعر.

لغته في الكتابة:

سهلة سلسة، وحين سُئل ممّن اكتسبَ هذهِ اللغة قال: ( من القدوة وإن اختلفت معه، من طه حسين )

فأسلوبُ طه حسين كان رائقاً سلساً.

و سليمان العيسى كانَ يحبّ مصطفى الرّافعي خَصم طه حسين.

الجانب الوطني عنده:

يتحدّث سليمان العيسى دائماً عن القوميّة العربيّة وعن الحلم العربي، يقول مثلاً: ( حياتنا لا تعني أننا لا نختلف، عندما تظهر لي فكرة أبدأ بطلب أشياء ، قد لا أكون مستعداً لبعض المشاركة والتَّنفيذ، هذا طبع، وعندما تلوح فكرة يجب أن أرى الآخرين يشاركونني ).

ما لا خلافَ حولَه هوَ الحلم العروبي، فكلّ شيءٍ يلخّصه الشَّاعر سليمان العيسى بالحلم العروبي.