تعرف على فوائد الملوخيّة:

الملوخية..لماذا حرّمها المعز لدين الله على الشعّب المصري

الملوخية هذا النبات ذا اللون الأخضر الجميل والمذاق المميّز هي إحدى الأكلات الشعبية التراثية المرتبطة بالثقافة المصرية، ولها مكانة خاصة عند المصريين باعتبارها أكلة مصرية أصيلة وجزءاً لا يتجزأ من موروثهم التاريخي.

وتطبخ الملوخية عند أغلب المصريين في اليوم الأول من رمضان ويوم العيد وذلك لكي يجلبون الفأل الحسن بأن تكون سنتهم خضراء.

تعود قصة تسمية «الملوخية» إلى الفراعنة حيث كانت الملوخية من النباتات القديمة في عهد الفراعنة، وكانوا يعتقدون أنّها سامة، ولكن عندما احتل «الهكسوس» مصر، وطمسوا جميع معالم الحضارة الفرعونية وهدموها، أجبروا المصريين على تناول الملوخية، حيث كانوا يقولون لهم «مالو – خية» ومعناها كلوا «خية»، للتخلص منهم وقبل تناول المصريين لها، كانوا يعتقدون أنهم سوف يموتون، ولكنهم وجدوا أنها غير سامة ويمكن أكلها.

وهناك رواية أخرى عن سبب تسميّةالملوخية بهذا الاسم مفادها أنَّ أصول الملوخية ترجع إلى عهد الدولة الفاطمية، إذ أصيب المعز لدين الله باضطرابات في المعدة، فوصف له الطبيب أكلة الملوخية فشفيَ، وبعدها حرّمها على الشّعب حتى أنه أسماها «ملوكيّة» أي أنها أكلة الملوك والأمراء، وبعدها تم تحريفها إلى اسم الملوخية، وهذه القصة هي الأرجح في تسميتها بهذا الاسم وفقًا للمصادر التاريخية.

وعندما اعتلى الحاكم بأمر الله حكمّ مصر عام 383 هجرية، قام بمنع المصريين من أكل الملوخية أو بيعها، بل إنه قام بقتل كل من يقوم ببيعها دون أن يعرف أحد سبب المنع وفي رواية أخرى كان سبب المنع أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان يحبها كثيراً.

«الطشة» طقس لذيذ

وترتبط الملوخية بالكثير من الطقوس أهمها «الطشة» أو«الشهقة» وهو «التاتش» المصري الذي أضافته سيدات بيوت مصر.

والطشة أو شهقة الملوخية هي إصدار صوت الشهيق المرتفع، عند إضافة الثوم المقلي للملوخية، بعد إنهاء طبخها، والبعض يضيف الثوم المقلي مع الكزبرة الجافة والفلفل الأخضر بعد دقه، كما أن إصدار هذا الصوت يختلف من إمرأة لأخرى، فمرة يكون عاليًا ومرة منخفضًا، ومرة يكون حادا ومرات يكون رقيقا، ولكنه سيأتي بملوخية على عكس المتوقع، فعليه يتم تقرير مذاق الطبخة يومها، ويفضل أن تؤكل الملوخية بمجرد أن تشهق ربة البيت وفقاً لاعتقادات شعبية.

وأصل الشهقة جاء من المطبخ المصري قديماً، اذ يحكى أنه كان مكان للطبخ وتربية بعض الطيور والحيوانات مثل الماعز، وبالطبع لم يكن الغاز متواجدا بعد، فكانت النساء تشعل مجموعة من الأخشاب وتضع عليها أواني الطبخ الخاصة بها، وقد كانت الشهقة أداة تنبيه وإنذار تطلقها المرأة فور الإنتهاء من تحضير «الطشة» لتضعها على الملوخية، وتكون «الشهقة» حينها لتبعد الطيور والحيوانات خطوات إلى الخلف لتضع المرأة «الحلة» على الأرض.

أمّا عن فوائد الملوخية:

أثبت علماء المركز القومي للبحوث بمصر أن «الملوخية» لها العديد من الفوائد الصحية، ومن أهمّها:

١_ تقوّي القلب.

٢_ تقوّي النّظر .

٣_ تزيد الخصوبة عند الرجال.

٤_ تخفّف من متاعب الجهاز الهضمي والقولون وتخلّص من قائمة أمراض طويلة دون أية مضاعفات جانبية.

ويقول أستاذ ورئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث بمصر الدكتور (فوزي الشوبكي): «تعد الملوخية وجبة غذائية كاملة نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات والألياف، فقد اكتشف أن هذه النبتة تحتوي على كمية وفيرة من الفيتامينات ومنها فيتامين(أ) و(ب) كما تحتوي على الأملاح المعدنية المهمة للجسم كالحديد والفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمنغنيز والصوديوم».

وتعدّ الملوخية من أغنى الخضراوات الورقية فهي غنية بفيتامين(A) وتحتفظ به حتى عند الطبخ أو التجفيف وثبت علميًا بأنَّ المّادة اللّزجة(المخاطيّة) الموجودة بورق الملوخية لها تأثير مليّن ومهدئ لأغشية المعدة والأمعاء وهي تكافح الإمساك بشكل فعّال لاحتواء أوراقها على الألياف.

وأثبتت الأبحاث أن تناول الملوخية يساعد على تهدئة الأعصاب وتقوية البصر وتنشيط ضربات القلب كما وتساعد في علاج ضغط الدم المنخفض وهبوط الطاقة والوهن الجسدي فتناولها يرفع من مستوى الطاقة كثيراً.