قوم عاد وإرم ذات العماد:
موقع إرم:
تعد مدينة إرم ذات العماد مدينة رفيعة البنيان مفقودة، ويرجح أنها تقع في صحراء الربع الخالي، ولم يصدق الواقع هذه المدينة، حيث قال قوم إنَّ الله خسفها ولم يعد لها وجود، وهذه المدينة مسكن قوم عاد، و يرجّح أنّ العماد هي: عماد بيوت الشعر، ويُقصد بها القبيلة، وقيل إنَّ عماد بيوتها كناية على طول أجسام قوم عاد، حيث يدل طول الأجسام على قوة أصحابها، وقيل إنَّ شداد بن عاد بنى هذه المدينة في بعض صحاري مدينة عدن.
لم يكتشف موقع هذه المدينة (أو القبيلة) بالتحديد بعد، وهناك خلاف على موقعها بعض الباحثين رجّحوا أن تكون في الجيزة بمصر، أو دمشق، أو الإسكندرية، وبعضهم رجح أنه جبل بالأردن، وهناك من يرجح أنها مدينة أوبار بالقرب من صحراء الربع الخالي في سلطنة عُمان إلا أن أبحاثا حديثة عام ٢٠٢٢ فنّدت هذه التوجهات ولم يثبت أي منها لقلة المعلومات والأدلة عن هذة المدينة التي يكتنفها الغموض.
لكن كل الروايات المأخوذة في الغالب تشير إلى أن «عاد» هم أحد الشّعوب العربيّة البائدة التي سكنت في المنطقة الممتدة ما بين اليمن وعُمان.
كان نبي الله سيدنا هود عليه السلام من قبيلة عاد، وكانت هذه القبيلة تسكن مكاناً يسمى بالأحقاف وهي صحراء تمتلئ بجبال الرمال المائلة، وتطل على البحر، وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول والشدة وكانوا عمالقة وأقوياء، حيث لم يكن في زمانهم أحد في قوتهم.
ورغم ضخامة أجسامهم كانت لهم عقول ضالة، حيث كانوا يصنعون الأصنام و يعبدونها ويدافعون عنها ويحاربون بجهالة من أجلها، وكان المفروض أنهم ماداموا قد عرفوا أنفسهم بأنهم أشد الناس بأساً و قوة كان لا بد وأن يصلوا إلى أن الله خالقهم حتماً أشد منهم .
وأنه هو القوي ولا شريك من خلقه في قوته عز وجل ولكنهم كانوا عمياً لا يبصرون وكانوا صماً لا يسمعون، وقد جاءهم سيدنا هود بالهداية ليهتدوا وأفهمهم أنه لا يريد منهم شيئاً غير أن يغسلوا عقولهم المظلمة بنور الحقيقة التي هي من نور الله وحدثهم عن نعمة الله عليهم كيف أعطاهم بسطة في الجسم وشدة في البأس .
وكيف أرسل عليهم المطر الذي يحمي به الأرض التي تمنح الخير والزرع، ورغم ما أوضح به سيدنا هود بالشرح لأهل الضلال قوم عاد إلا أنهم نظروا إلى بعضهم البعض ليقولوا نحن أقوى من على الأرض جميعاً واستمروا بالتباهي بأنفسهم ونسوا أنّ مردّهم إلى التراب.
وبدأت الرياح تهب فاهتزّ كل شيء، حيث بدأت الأشجار والنباتات بالتمايل في جميع الاتجاهات فهي ريح دوارة وزادت سرعة الرياح لتقتلع الأشجار من جذورها وتنزع الخيام، ثم أتت على جلودهم فخرقتها، وقضت على قوم عاد، حيث استمرت الريح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها إلى يومنا هذا،
فبين الحين و الآخر تأتي نشرة أخبار الأرصاد الجوية بأن ريح «التيفون» وريح «أندرو» وإلى غيرها من أسماء مكتشفيها حطمت هذه الريح كل ما هو أمامها، ولكن ما نراه اليوم ما هو إلا صورة مصغرة لما حدث في ريح قوم عاد وهو ما أشارت إليه سورة الحاقة ـ آية رقم ٧
(و سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية).
و ترافقت الريح التي أهلكت قوم عاد بأمرين جللين وهما الصيحة والصاعقة وهو ما أشارت إليها
لآية/١٣ من سورة فصلت: (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود) صدق الله العظيم.
والمعروف في علم الأرصاد الجوية أن ريح الإعصار وريح الزعزعان تصل فيهما السرعة ١٥٠ ميلاً في الساعة، ينتج عنهما صوت رهيب يصم الآذان و يدمرها وهو فعل الصيحة، كما وأنه يرادف هذه الريح الصواعق لتقضي على جميع الخلائق من إنسان أو حيوان أو نبات، فسبحان الحي الدائم سبحان الله العظيم
Leave A Comment